بوتين يعلن «حالة الحرب» في الأقاليم الأوكرانية الأربعة

في أول قرار له منذ ضمّه الشهر الماضي جمهوريتَي لوغانسك ودونيتسك ومقاطعتي زابوروجيا وخيرسون الأوكرانية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، «حالة الحرب» في هذه المناطق، الأمر الذي نددت به كييف واعتبرته «تشريعاً عبثياً».

وأوضح بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي، أنه «من الضروري تطبيق حالة الحرب وفقاً للتشريعات الروسية».

وتمنح الأحكام العرفية التي وقّعها بوتين، صلاحيات أكبر لحكام الأقاليم الأربعة «لضمان الأمن، وتنظيم عمل المصانع والمؤسسات لدعم العملية العسكرية».

وبموجب القانون الروسي، تسمح هذه الأحكام أيضاً بتعزيز وجود الجيش وفرض حظر تجول ورقابة والحد من التحركات وتدريب مواطنين أجانب.

وقال الزعيم الروسي إن «نظام كييف رفض الاعتراف بإرادة الشعب، ورفض أي مقترحات للتفاوض... إطلاق النار مستمر والمدنيون يموتون».

وعلى الفور، ندد ميخائيلو بودولياك، وهو مستشار للرئيس الأوكراني، بإعلان بوتين، وقال: «لا يمكن النظر لتطبيق الأحكام العرفية على أراضٍ تحتلها روسيا إلا على أنه تشريع عبثي لنهب ممتلكات الأوكرانيين».

يأتي ذلك في وقت بدأ المسؤولون الموالون للكرملين إجلاء السكان من مدينة خيرسون الاستراتيجية الجنوبية، أمس، بعدما أصبحت القوات الأوكرانية على مشارف المدينة، في خطوة ندّدت بها كييف ووصفتها بأنها «ترحيل مدنيين من خيرسون إلى روسيا».

ووسط الجدل الدولي حول انخراط طهران في الحرب الأوكرانية، عبر إرسالها طائرات مسيّرة (درون) تستخدمها روسيا في قصف المدن الأوكرانية، ألمح المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إلى أن طهران ترسل بالفعل هذه الطائرات إلى روسيا، بعدما نفت بلاده أكثر من مرة هذا الأمر.

وأشار خامنئي، أمس، إلى أنّ «من كان يقول إن المسيّرات الإيرانية صور مفبركة، يحذّر الآن من خطورتها»، معتبراً أنهم «يريدون محاسبة إيران من خلال مساءلتها لماذا تبيع أسلحتها لهذا الجانب أو ذاك».

وأمس الأول، قال مستشار المرشد العسكري إن 22 دولة طلبت شراء المسيّرات الإيرانية، في وقت أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، أن طهران وموسكو ستوقّعان اتفاقية تعاون استراتيجي شامل طويل الأمد بنهاية هذا العام.

في تفاصيل الخبر :

بالتزامن مع إعلان السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة خيرسون الاستراتيجية في جنوب أوكرانيا، أن القوات الأوكرانية أصبحت على مشارف المدينة وباشرت إجلاء السكان، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، حال الحرب في 4 مناطق أوكرانية هي دونيتسك ولوغانسك في الدونباس (شرق) وخيرسون وزابوريجيا جنوب التي ضمّها بطريقة غير شرعية في سبتمبر الماضي.

وأوضح الرئيس الروسي، خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي بُث على التلفزيون، أن «الآن من الضروري تطبيق حالة الحرب وفقا للتشريعات الروسية. لذلك، قمت بالتوقيع على مرسوم بشأن تطبيق حالة الحرب في هذه الكيانات الأربعة. وسيتم إرساله على الفور للموافقة عليه إلى مجلس الاتحاد».

واعلن بوتين الأحكام العرفية التي تمنح صلاحيات أكبر لحكام الأقاليم الأربعة؛ لضمان الأمن، وتنظيم عمل المصانع والمؤسسات لدعم العملية العسكرية.

وبموجب القانون الروسي، تسمح الأحكام العرفية بتعزيز وجود الجيش وفرض حظر تجول ورقابة والحد من التحركات وتدريب مواطنين أجانب.

وأضاف بوتين: «نحن نعمل على حل المهمات المعقّدة جدا الواسعة النطاق لضمان الأمن وحماية مستقبل روسيا».

كما اعلن بوتين تفعيل مستوى متوسط ​​من الاستجابة في مناطق روسيا الاتحادية المتاخمة لأوكرانيا، ومستوى تأهب عال في المقاطعات الفدرالية الوسطى والجنوبية، وتفعيل مستوى الاستعداد الأساسي في الكيانات الروسية الأخرى.

وقال الزعيم الروسي البالغ 70 عاما: «نظام كييف رفض الاعتراف بإرادة الشعب، ورفض أي مقترحات للتفاوض، إطلاق النار مستمر والمدنيون يموتون». واتهم أوكرانيا باستخدام «أساليب إرهابية».

وأوضح «إنهم يرسلون مجموعات تخريبية إلى أراضينا»، لافتاً إلى ان موسكو أحبطت هجمات أخرى بعد استهداف جسر القرم «بما في ذلك منشآتنا للطاقة النووية».

وجاء إعلان بوتين في حين تواصل القوات الاوكرانية التقدم داخل خيرسون جنوب اوكرانيا. وقال نائب القائم بأعمال حاكم خيرسون كيريل ستريموسوف، إن عشرات الآلاف من القوات الأوكرانية باتت على مشارف المدينة، مضيفا أن السلطة المحلية تملك معلومات تفيد بهجوم وشيك للقوات الأوكرانية على المنطقة.

ووفقاً لوكالة «رويترز»، اضطرت القوات الروسية في خيرسون للتراجع لمسافة تتراوح بين 20 و30 كيلومترا على مدى الأسابيع القليلة الماضية. وأعلنت السلطات الموالية للكرملين في خيرسون عن «نزوح منظم وتدريجي» للمدنيين من 4 بلدات على نهر دنيبرو الذي يحد خيرسون.

وقال حاكم خيرسون، الذي عينته موسكو، فلاديمير سالدو: «ستتم السيطرة على المدينة بأكملها، لكن علينا التأكد من سلامة المدنيين. لا أحد يخطط لمغادرة خيرسون والعسكريين سيقاتلون حتى الموت». كما أعلن أن دخول المنطقة الخاضعة للسيطرة الروسية سيكون محظورا على المدنيين «سبعة أيام».

وكان سالدو ذكر في وقت سابق أنه «من المقرر إجلاء بين 50 و60 ألف شخص إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر بمعدل 10 آلاف شخص يومياً».

في المقابل، اتهم المسؤول في الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، أمس، موسكو بـ «محاولة تخويف» سكان خيرسون عبر إخلاء هذه المدينة المهمة.

وقال: «الروس يحاولون تخويف أهالي خيرسون بنشرات إخبارية كاذبة حول قصف جيشنا للمدينة» مؤكدا أن هذا «الاستعراض الدعائي لن ينجح».

وفي اعتراف نادر بالضغوط التي تتعرض لها قواته جراء الهجمات الأوكرانية، أكد قائد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفيكين، بصعوبة الوضع في خيرسون، ولم يستبعد «اتخاذ قرارات صعبة».

وأشار سوروفيكين، في أول تصريح إعلامي بعد تعيينه في منصبه، إلى أن الجيش الأوكراني يستعد لشن هجوم صاروخي على سد محطة كاخوفكا الكهرمائية، ما يهدد بتدمير البنية التحتية ووقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.

وقال إن قوات بلاده لا تسعى إلى تحقيق تقدم سريع حفاظا منها على أرواح الجنود والمدنيين.

وكان ظهور سوروفيكين غير معتاد من جانب جنرال الجيش، الذي بدا أنه يشير إلى أن روسيا قد تفكر في الانسحاب من المدينة.

وعيّنت روسيا في وقت سابق من هذا الشهر سوروفيكين الذي سبق أن خدم سوروفيكين في سورية والشيشان، حيث كانت القوات الروسية تدك المدن ضمن سياسة الأرض المحروقة الوحشية والفعالة في الوقت نفسه ضد خصومها.

وتطلق وسائل الإعلام الروسية على سوروفيكين لقب «الجنرال هرمغدون» (حرب نهاية العالم) بسبب ما يتردد عن قوته. وأعقب تعيينه أكبر موجة من الهجمات الصاروخية ضد أوكرانيا منذ انطلاق الغزو في 24 فبراير.

وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي لإذاعة «بي بي سي»، إن سوروفيكين يتبنى استراتيجية وحشية وعديمة الجدوى.

وأضاف «الجنرال الجديد الذي يقود العملية الروسية يهدر بعض أنظمة أسلحته الأكثر فاعلية وقيمة ضد أهداف مدنية تبعد مئات الأميال من... خط المواجهة».

وتابع «إنه يفعل ذلك لإثارة الرعب في محاولة لكسر إرادة الشعب الأوكراني. يمكنني أن أعده بأن ذلك لن يتحقق بالتأكيد».

في غضون ذلك، واصل حلف «ناتو» مناوراته الجوية للردع النووي تحت اسم «ستيدفاست نون»، أو «ظهيرة الصمود»، في قاعدة كلاين بروجيل الجوية ببلجيكا. وتجرى هذه التدريبات سنويا، ولكنها تتزامن هذا العام مع تحديثات مهمة في القواعد النووية في جميع أنحاء أوروبا، وسط مخاوف من استخدام روسيا السلاح النووي في حربها على أوكرانيا. وتضم المناورات 14 دولة، ومن المتوقع أن تشارك فيها قاذفات B-52 الأميركية.

وقال قائد حاملة الطائرات الأميركية «بوش» الأدميرال دينيس فيليز: «لن أتوقع ما سيفعله الرئيس بوتين. لكنني سأردد ما قاله قادة حلفنا، وكذلك في الولايات المتحدة، وهو أن الناتو في نهاية المطاف تحالف دفاعي، وبالتالي سندافع عن كل شبر من أراضيه، وهذا أمر جوهري قاله رئيسنا ووزير دفاعنا، ونحن نعني ذلك وسندافع عن دول الناتو».

وبالتزامن، اعترضت مقاتلتان أميركيتان قاذفتين روسيتين قرب ولاية ألاسكا الأميركية. وأعلنت قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية، أن طائرتين من طراز F16 تابعتين للقوات الجوية الأميركية اعترضتا قاذفتين روسيتين من طراز (تي95- بير إتش) لدى دخولهما منطقة تحديد هوية الدفاع الجوي في ألاسكا في 17 أكتوبر. وذكرت أن الطائرتين «بقيتا في المجال الجوي الدولي ولم تدخلا المجال الجوي السيادي الأميركي أو الكندي».

إسرائيل لن ترسل سلاحاً

وبعد يومين من تحذير روسي من أن دعم قوات كييف سيضر بشدة بالعلاقات الثنائية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمس، إن إسرائيل لن ترسل أسلحة إلى أوكرانيا. وأوضح في إفادة لسفراء الاتحاد الأوروبي: «سياستنا تجاه أوكرانيا لن تتغير. سنواصل دعم الغرب والوقوف بجانبه، ولكن لن نقدم أنظمة أسلحة». أضاف: «أنا وزير الدفاع، وأنا المسؤول عن تصدير الأسلحة الاسرائيلية».