هل يتعلم العرب من التجربة اليابانية؟
![حمزة عليان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/249_1666551729.jpg)
لماذا لا يستفيد العرب من تجاربهم؟لماذا لا ينتقد العرب أخطاءهم؟لماذا يكرر العرب الأخطاء نفسها؟ ترى كم يحتاج العرب من الوقت كي يستفيدوا من تجاربهم ويصححوا أخطاءهم ويضعوا أنفسهم على الطريق السليم؟ لن أطيل عليكم الكلام لكن بودي أن يقرأ هذا الكتاب كل مواطن عربي، لأنني شعرت أنه يتكلم بلسان حالنا، فعندما كان يسمع كلمات مثل الديموقراطية وحقوق الإنسان وحرية المواطن وسيادة الشعب، كان يشعر أن الحكومة لا تعامل الناس بجدية بل تسخر منهم وتضحك عليهم!! والمشكلة أن الشخصية العربية تحت لسانها جمرة، وظروف المجتمع العربي الشديدة تحتاج إلى جمرة حتى لا تبقى تعاني البرد. وما زادني تشويقاً بالوقوف على تجربة الياباني وعقليته كتاب المرحوم فخري شهاب الذي غادرنا إلى مثواه الأخير قبل أيام بعنوان «اليابان كما عرفتها»، وما دفعه إلى تدوين تلك التجربة «أن الأمة العربية تمر في فترة يأس قاتم» وهذ ما جعله يذهب إلى التذكير بما حصل في اليابان، فهناك أمة منيت بأقسى محنة قاسية، عقدت النية في أظلم ساعات محنتها، أنها وإن خسرت الحرب فلن تثنيها عقبة عن كسب السلام. حاول فخري شهاب أن يوصل رسالة إلى النخبة المثقفة في العالم العربي وإلى القراء العرب مفادها أن الأمة اليابانية الشرقية نجحت في التعامل مع الغرب واللحاق به والانتصار عليه وحققت معجزة اقتصادية بعد أن أجرت الإصلاحات المطلوبة على النظام، وكيف أرغم الغرب الصناعي على قبولها واحتلال مقعدها الدائم بين الدول الصناعية السبع. وبعد ذلك وحين نعرض لرؤية شخصيتين، واحدة يابانية عاشت في العواصم والصحارى العربية أربعين سنة، وتعلمت لغتنا وقرأت تاريخنا، وأخرى عربية عاصرت اليابانيين ودرست تجربتهم كان يحدوها الأمل أن نأخذ جرعة من الإصلاحات ونتوقف عن التدمير والتخريب لمجتمعاتنا ودولنا؟ فهل من يسمع أو يتعلم؟