لبنان: جلسة ثالثة فاشلة لانتخاب رئيس... وباسيل يقترح بارود
للمرة الثالثة، فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس للجمهورية. وتمكن البرلمان من خوض الدورة الأولى من جلسته الثالثة، إلا أن الدورة الثانية لم تستكمل بسبب فقدان النصاب، ولا يزال «حزب الله»، وحركة أمل والتيار الوطني الحرّ يرفضون تأمين النصاب للدورة الثانية تحسباً لحصول أي تطور غير مأخوذ في حساباتهم، وبالتالي يركزون على ضرورة إنجاز التوافق. واللافت في هذه الجلسة، أن ميشال معوض سجل تقدماً في الأرقام التي حازها، فتقدم من 36 صوتاً إلى 42، وكان بإمكانه الحصول على 44 نائباً، ولكن ثمة نائبين يمنحانه صوتيهما تغيّبا عن الجلسة. في حين أن المسألة اللافتة الأخرى هي انخفاض نسبة الأوراق البيضاء من 63 صوتاً إلى 55، وهذا مؤشر على ابتعاد عدد من النواب عن الخيار الذي اتخذه «حزب الله».وحُددت جلسة جديدة لانتخاب الرئيس الاثنين المقبل، في حين سيستمر معوض في مساعيه للتقارب مع نواب التغيير من جهة ومع النواب السنّة الذين تقاربوا في هذه المرة مع نواب التغيير، وصوتوا بعبارة «لبنان الجديد» وبحال التحق هؤلاء بالتحالف الذي يدعم معوض، فيمكنه حينها من توفير 61 صوتاً، ويبقى بحاجة إلى 4 أصوات لتأمين الفوز، إلا أن المشكلة تبقى متمثلة في عدم القدرة على تأمين النصاب، ولكن في حال نجح معوض في تحصيل هذه الأصوات، فحينها يمكن البدء بالتفاوض الجدي حوله أو حول مرشح آخر من التحالف الذي يدعمه.
ومؤشر آخر لا بدّ من تسجيله، وهو أن القوى المعارضة، التي توزعت أصواتها بين معوض من جهة أو لبنان الجديد من جهة أخرى، أصبحت متمكنة وقادرة على استخدام ورقة تعطيل النصاب في حال قرر «حزب الله» خوض الانتخابات بصيغة التحدي لترشيح ودعم أحد حلفائه. لكنّ في المقابل، لا يزال «حزب الله» يشير إلى ضرورة الدخول في صيغة توافقية للوصول إلى تفاهم على شخصية يمكن انتخابها لرئاسة الجمهورية. هذا المسار لا يزال يبدو متعثراً وبحاجة إلى المزيد من الوقت، وثمة من يعتبر أن الدخول في مرحلة النقاش الجدي ستبدأ بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في 31 من الشهر الجاري.ولا يزال رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل أيضاً يحاول لعب لعبة التوافق، ولكن في مقابل وضع شرطين أساسيين: عدم السير بانتخاب سليمان فرنجية، وعدم الموافقة على انتخاب قائد الجيش جوزيف عون. بحسب ما تقول المعلومات فإن باسيل يحاول ترشيح الوزير السابق زياد بارود مرشحا توافقيا، إلا أن ذلك يصطدم بمعارضة الكتل الأخرى حتى الآن.وستشهد الأيام المقبلة حركة مكثفة للاتصالات بين القوى السياسية والكتل النيابية المختلفة، وذلك قبيل الجلسة الانتخابية الرابعة التي ستعقد الاثنين المقبل.