سارة شمة: مفتونة دوماً بالتغييرات التي يتركها الزمن على الناس
في معرض تضمن 11 لوحة رسمتها أخيراً بلندن
تضمّن المعرض الشخصي الخاص بالفنانة سارة شمة، الذي جاء بعنوان «AGE» في منصة الفن المعاصر «كاب»، 11 لوحة، تم رسمها أخيراً في لندن، وقد نظمت المعرض ونسقته المستشارة الفنية فاتنة السيد، بالتعاون مع «كاب».وعن المعرض تقول شمّة: «كنت دائماً مفتونة بالتغييرات التي يتركها الزمن على الرجال والنساء، على وجوههم وأجسادهم وأفكارهم وسلوكهم وآرائهم. عندما نتقدم في السن نتغير، ليس فقط من الناحية الجمالية، ولكن أيضاً في أفكارنا وردود أفعالنا. يتغير مظهرنا، لكننا أيضاً نفكر بطريقة مختلفة حول المسائل التي كنا نعتبرها أمرا مسلّما به. يقبل البعض منا التغييرات وينظر إليها بإيجابية، والبعض الآخر يخاف منها ويبذل قصارى جهده لمكافحتها.ومع تقدّم العمر، تتغير حتى النظرة إلى الوقت، يشعر الشباب أن لديهم كل الوقت الذي يريدونه، ومع ذلك تراهم يسرعون في كل شيء، يشعر كبار السن أن لديهم وقتاً محدوداً، ولكنهم يصبحون أبطأ في كل شيء، إنه أمر مثير للسخرية».
من جانبها، علّقت السيد «بصفتي قيّمة، كان عمل سارة بمنزلة منعطف جديد ومثير بالنسبة لي، حيث كان يمثّل تحديًا لي في الإنتاج الإبداعي لمعرضها. عام 2004، مثلتُ سارة لأول مرة في الكويت برحلتها الدراويش. وعلى مرّ السنين، رأيت تطوّر سارة ومشاركتها في معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية التي أدافع عنها. رأيتها كيف تغوص في موضوعاتها بشكل أعمق، وكيف تحولت وتطورت ضربات ريشتها. أنا فخورة جدًا بإنجازاتها والاعتراف الذي حصلت عليه في الشرق الأوسط وعلى الصعيد الدولي.تركز أعمال شمة على الموت والإنسانية، ويتم التعبير عنها أساسا من خلال بورتريهاتها الذاتية، ولوحات لأطفال رسمتهم بطريقة عميقة تشبه الحياة، ويمكن تقسيم أعمالها إلى مجموعات تعكس غالبا فترات طويلة من البحث، تمتد أحيانا على مدى سنوات.وترسم الفنانة بشكل أساسي من حضور حقيقي لموديلاتها ومن صور، وتستخدم الألوان الزيتية لخلق مشهد واقعي للغاية، باستخدام خطوط شفافة وحركة لتصوير فراغ بعيد وعميق. ويذكر أنه يمكن العثور على أعمال شمة في مجموعات عامة وخاصة في جميع أنحاء العالم.ولدت شمة في دمشق، سورية (1975) لأب سوري وأم لبنانية، وتخرجت في قسم الرسم بكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1998، ومن ثم انتقلت إلى لندن عام 2016، وشاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية، وحصلت على العديد من جوائز الفن، ومنها الجائزة الأولى في بينالي اللاذقية (2001)، وجائزة الرسم في بينالي فلورنسا (2013).