تتجه أنظار المواطنين إلى ما سيقوم به أعضاء مجلس الأمة من تشريعات ومدى تعاون الحكومة معهم، متفائلين بالانطلاقة الجديدة لهذا المجلس بعد الكثير من الأحداث السياسية المختلفة في المجلس السابق الذي انتهى به المطاف بالحل وإعادة انتخابه من جديد، ويترقب الكثير من المواطنين أيضا القوانين التي سيتبناها المجلس بشكل أساسي. لكن المهم الآن الذي ينتظره الشعب بشكل خاص من مجلس 2022م، هو الكثير من القوانين المهمة التي تؤثر بشكل مباشر في نمط حياته اليومية من تعديل سلم الرواتب والقضاء على التفاوت الكبير بين بعض الجهات الحكومية ورواتبها وتعديل سن التقاعد والسماح للموظف العام بإنشاء الرخص التجارية وإدارتها، وليس بالضرورة الشركات الكبرى ذات الأنشطة المتعددة إنما المؤسسات الصغيرة ذات النشاط الواحد، والسماح باستكمال التعليم وتحصيله العلمي بعد موافقة جهات العمل برواتب كاملة، والعمل على تحسين بيئة الأعمال في الكويت وتعديل قوانين الهجرة بشكل خاص، وفرض الضرائب على الأنشطة التجارية العملاقة للمساهمة بزيادة دخل الموازنة العامة والحد من أي عجز في المستقبل. على الصعيد التنموي، أتمنى أن تتوسع الحكومة في المعاملات الإلكترونية من خلال التطبيقات الذكية بجانب سهولة استخدامها وتوافرها، فهي تخفض التكلفة والوقت والدورة المستندية لأي معاملة إضافة لسهولة مراجعة المعاملة والتدقيق عليها مستقبلا لضمان سير العمل ومنع الأخطاء التي تحدث عادة في الدورة المستندية الورقية، والتوسع في تحرير الأراضي وتأجيرها للمواطنين للاستصلاح الزراعي والحيواني في الأراضي الحدودية، وتنميتها وحصول الدولة على إيجار لاستخدامها والاستفادة منها، والعمل على إنشاء المناطق الحرة أسوة بدول الجوار لكي يتحرر المستثمر الأجنبي من قيود النظام المحلي وقوانينه وقواعده المعقدة التي يتوه في فهمها، وتدفعه للتردد في الدخول في أي استثمار في المنطقة، وتحصل الدولة على عوائد استغلال تلك الأراضي الحرة وتأمينها وتنظيمها، علما أن الأحداث السياسية العالمية تدفع الكثير من دول العالم إلى الزحف على المنطقة وذلك بسبب استقرارها السياسي وتمتعها بفوائض مالية ضخمة، وعلى الحكومة استثمار هذا الأمر والاستفادة منه. تأخرت عجلة التشريع كثيراً تارة لأسباب سياسية وأخرى لوجود صراعات شخصية ومساومات، وانتهى الأمر بالمواطن العادي الذي لا يملك من أمره شيئا سوى المساهمة في تقديم من يراه من أبناء الدائرة كفئاً لتمثيل الأمة، فهل ننتهي من دوامة الصراعات ونتفرغ لبناء وطننا؟

Ad

فهد العازمي