«رواد الأعمال» في أحضان الرياض
لم تعد دول الخليج مجرد دول نفطية تعيش على مورد وحيد لدخلها رهينة لارتفاع أسعاره تارة وهبوطه تارات، بل وضعت كل منها في قمة أولوياتها التحسب للمستقبل والعمل احتياطياً من أجل استقطاب الاستثمارات إلى أراضيها والنهوض بشتى قطاعاتها الصناعية والتجارية والاستثمارية وحتى الزراعية ما كان لها إلى ذلك سبيل. وها هي العاصمة السعودية الرياض تستضيف أعمال المنتدى الخليجي لرواد الأعمال بنسخته الثالثة، بتنظيم من الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»، ومشاركة العديد من رواد الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي، في إطار تبادل الرؤى وما يترتب عليها في مرحلة التنفيذ، بهدف تمكين رواد الأعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة من التوسع خليجياً.الخليج حاضر عالمياً على الصعيد الاقتصادي، بوقوعه في قلب الأحداث دائماً، ولاسيما مع كل نبأ عن «أوبك» أو «أوابك»، وخصوصاً في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية التي لا أمد متوقعا لانتهائها، والتي تطاير شرر آثارها إلى شتى بقاع العالم، غير أن هذا الخليج، الحاضر بنفطه، يستهدف حضورا آخر بأنشطته التجارية والاستثمارية، وهذا ما تسعى إليه النسخة الثالثة من المنتدى، والتي يتطلع المشاركون فيها إلى تحفيز المنشآت الصغيرة والمتوسطة على التعمق في أنشطتهم التجارية والوصول إلى الفرص الاستثمارية والاستفادة من التجارب الريادية الخليجية الناجحة، إضافة إلى تبادل الخبرات بين القائمين على تطوير القطاع ومناقشة تحدياته، والتعرف على الفرص التمويلية المتاحة والبدائل، وأنسب الحلول لمواجهة التحديات وتشجيع الابتكار لتعزيز النمو الاقتصادي. ووفقا لما قرأت فتتضمن فعاليات المنتدى عدة لقاءات وجلسات، يناقش أبرزها «تجربة دول المجلس في حاضنات الأعمال»، و«بحث ممكّنات بيئة التمويل والاستثمار الجريء لرواد الأعمال في دول مجلس التعاون»، و«أثر ريادة الأعمال والابتكار في الأمن الغذائي والبيئي لدول مجلس التعاون»، فضلاً عن الاطلاع على «الفرص الريادية لرواد الأعمال في الخليج»، و«التحديات التي تواجه رواد الأعمال»، و«التوسع في دول الخليج ومعرفة التسهيلات المتاحة لرواد الأعمال». كما تتضمن فعاليات المنتدى زيارات وجولات ميدانية يتعرف خلالها الضيوف المشاركون عن قرب على أهم معالم البيئة الريادية في المملكة، التي تشهد مرحلة مفصلية وفارقة في تاريخها بتلك الرؤية التي يتبناها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، إلى جانب اطلاع المشاركين على برنامج متكامل لرواد الأعمال، يشمل جلسات حوارية وورش عمل وحلقات نقاش، ليكون الختام باللقاء السنوي لوزراء التجارة والصناعة في نقاش مفتوح مع رواد الأعمال. تمنياتنا للمملكة العربية السعودية الشقيقة المزيد من التقدم والازدهار.