نقطة: الوظيفة بنت الجنسية!
![فهد البسام](https://www.aljarida.com/uploads/authors/29_1666896202.jpg)
والدولة حين تسلب الوظائف بنعومة من شاغليها، رغم وجود قوانين الخدمة المدنية والمراسيم واللوائح التي تنظّم مُدد عملهم بسنوات معلومة رتبوا حياتهم ومستقبلهم بناءً عليها، فإنها تستغل الوظيفة العامة كأداة عقاب، وترسل في ذات الوقت عدة رسائل في عدة اتجاهات، أولها للقياديين الجدد محل المغادرين بعدم الثقة والاستقرار وليس آخرها الخوف من الشخصنة وضعف سيادة القوانين، بينما كان يفترض في حال ثبوت أو حتى مجرد وجود شبهات جنائية على «المعفيين» من وظائف هو إحالتهم إلى القضاء، يدينهم أو يبرئ ذمتهم ويؤمن لهم خروجاً نظيفاً من الوظيفة العامة عوضاً عما أصابهم من تشكيك وتجريح، أما إذا كان لا ذنب لمعظمهم إلا أن ترقياتهم أو تبوؤهم لمناصبهم تزامن مع مرحلة مرزوق الغانم، فإن التزامن لا يعني السببية والارتباط دائماً، كما أن أغلب أعضاء المجالس المختلفة لهم يد في الوظائف والترقيات والتعيينات، على أن يبقى معيار جودة الأداء هو الفاصل في كل الأحوال ووفقاً للقوانين المعمول بها.في نهاية المطاف لا يسعنا إلا أن نأمل أن تكون التغييرات وعملية الإحلال والتعيينات الجديدة بناءً على رؤية لها برنامج وخطة عمل واضحة ومجدولة، أما غير ذلك فإن الأمر حينها لن يعدو عن «بدلنا كريّم بتيوتا»، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.