بدء التصويت المبكر لـ «النصفية»: تفاؤل الديموقراطيين يتراجع
مع انطلاق التصويت المبكر في الانتخابات النصفية الأميركية بالعديد من الولايات، يقول المحللون إن الإنفاق الإعلاني لمرشحي الحزب الجمهوري وقلق الناخبين المستمر بشأن التضخم المرتفع قد جلب زخما جديدا للحزب الجمهوري في سباقات مجلسي النواب والشيوخ.وبحسب الاستطلاعات فقد تم تقليص تقدم الديموقراطيين بنحو نقطتين مئويتين في الاقتراع العام، وبأكثر من النصف في مسألة ما إذا كان الناخبون يخططون لدعم ديموقراطي أو جمهوري للكونغرس منذ أواخر سبتمبر وفقا لموقع FiveThirtyEight.وانخفض تقدم الديموقراطيين في العديد من سباقات مجلس الشيوخ وفقا لاستطلاعات الرأي، ويتأخر المرشحون الديموقراطيون الآن في استطلاعات الرأي في ويسكونسن ونيفادا، حيث كانوا متقدمين في السابق.
ويبدو أن موجة الأخبار السارة للديموقراطيين في الصيف وأوائل الخريف انحسرت بعدما حفزت المشاركة الديموقراطية في الانتخابات بعد إنهاء المحكمة العليا حقوق الإجهاض الفدرالية في يونيو، وعادت العوامل التي تؤثر تقليديا على الرئيس للظهور.وفي انتخابات التجديد النصفي عادة يميل العديد من الناخبين إلى معاقبة حزب الرئيس، ويكون ناخبو الحزب الذي خسر البيت الأبيض أكثر حماسا للتصويت مرة أخرى.ويقول المحللون من كلا الحزبين إن المحصلة النهائية هي أن الجمهوريين من المرجح بشكل متزايد أن يكسبوا أكثر من المقاعد الخمسة الصافية اللازمة لاستعادة الأغلبية في مجلس النواب، والتي خسروها عام 2018، في حين أن السيطرة على مجلس الشيوخ 50-50 لا يزال من الممكن أن تتجه إلى أي من الطرفين وفقا لتقييم «وول ستريت جورنال» الأميركية.وطوال الصيف، كان هناك عدد غير قليل من المزايا للديموقراطيين، مع تدخل المحكمة العليا الدراماتيكي في إلغاء حق الإجهاض.وقال خبير استطلاعات الرأي الجمهوري بيل ماكنتورف: «لقد غير قرار الإجهاض الانتخابات وأعاد الديموقراطيين إلى المنافسة هذا صحيح»، لكنه أضاف أن «نحو 70٪ من الناخبين يقولون إن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ»، فيما لا تزال المخاوف بشأن التضخم والاقتصاد مرتفعة.ومنذ الحرب العالمية الثانية، خسر حزب الرئيس مقاعد في مجلس النواب في كل انتخابات التجديد النصفي باستثناء اثنين. وواجه الديموقراطيون بيئة صعبة، اذ تعطلت القوانين التشريعية للحزب في الكونغرس، ما دفع عددا أكبر من الديموقراطيين الى عدم الترشح مجددا، وهو عامل يساعد عادة المنافسين. لكن في أغسطس، انتقل الديموقراطيون إلى مشروع قانون رئيسي يهدف للاستثمار في الطاقة النظيفة وخفض تكاليف الرعاية الصحية.وقال محللون إن حكم المحكمة العليا بالإجهاض أدى إلى زيادة تسجيل الناخبين في العديد من الولايات بين النساء اللاتي يملن إلى الديموقراطية بشكل عام.والآن، ذكر ناثان غونزاليس، محرر النشرة الإخبارية المحايدة Inside Elections، «توقف الزخم الديموقراطي، والتفاؤل الناتج عن الانتصارات الخاصة بالانتخابات قد تضاءل قليلا»، لكنه قال في الوقت نفسه: «لم نشهد تحولا جذريا تجاه الجمهوريين».ولا تزال العديد من السباقات في مجلس الشيوخ متقاربة، حيث يكون الفارق بين المرشحين بمقدار 3 نقاط مئوية أو أقل في مجاميع الاقتراع في أربع ولايات هي: أوهايو ونيفادا وويسكونسن ونورث كارولينا، وتعتبر انتخابات جورجيا أيضا تحت المراقبة عن كثب.وأظهر استطلاع للرأي نُشر الثلاثاء الماضي في ولاية سادسة، وهي ولاية بنسلفانيا، أن الديموقراطي جون فيترمان، نائب الحاكم، يتقدم بنقطتين فقط على الطبيب الشهير محمد أوز، بعد أن كان يتقدم عليه بست نقاط في يونيو.وشارك بايدن أمس في حملة انتخابية بولاية بنسلفانيا لدعم فيترمان الذي يعد من أهم الشخصيات الديموقراطية التي تأمل بالانضمام لمجلس الشيوخ.وكان تأثير محاولات جو بايدن لمساعدة حزبه محدودا حتى الآن، فتراجع شعبيته يجعل مهمته أصعب، ووعد في خطاباته الأخيرة بحماية الحق في الإجهاض وأظهر استعداده لمعالجة ارتفاع أسعار البنزين، لكن يبدو أن الأميركيين يميلون إلى خطاب الجمهوريين قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات.وأكد 26 في المئة من الأميركيين أن الاقتصاد يشكل مصدر قلقهم الرئيسي، في حين تحدث 18 في المئة عن التضخم، وفق استطلاع حديث أجراه معهد سيينا مع صحيفة نيويورك تايمز. وشدد بايدن، في خطاب ألقاه الثلاثاء، على الغضب الذي أشعلته المحكمة العليا في موضوع الإجهاض في يونيو لكسب أصوات اليسار والوسط. ويقوض استطلاع معهد سيينا آمال بايدن، إذ أكد 5 في المئة من المستطلعين فقط أن الإجهاض يشكل همهم الرئيسي.واعتبر خبراء في نشرة لاري ساباتو كريستال بول، المتخصصة التي تصدرها جامعة فرجينيا أمس الأول، أن حزب الرئيس يعود إلى أرض الواقع بعد آمال جامحة في النجاح. وقال الخبراء: «من الصعب أن يزدهر حزب مع رئيس لا يتمتع بشعبية ويواجه قلق المواطنين الكبير بشأن مواضيع مثل الاقتصاد والتضخم».