استطاع الرئيس الصيني شي جينبينغ، أن يفرض نفسه زعيماً مطلقاً لبلاده مع انتهاء فعاليات مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم، وضمن بقاءه على رأس الصين 5 سنوات أخرى، بفوزه بولاية تاريخية أميناً عاماً للحزب، وهو منصب يتركز فيه القسم الأكبر من السلطات بالصين.

وعيّنت اللجنة المركزية الجديدة لـ «الشيوعي»، بعد إدخال تعديلات واسعة عليها، شي جينبينغ لولاية ثالثة خلال عملية تصويت جرت في جلسة مغلقة، ما يمهد لتثبيته رسمياً على رأس الدولة لولاية جديدة في مارس 2023، بعد أن أزاح أيّ معارضة في البلاد وداخل صفوف الحزب، ليصبح بذلك أقوى قائد للصين منذ مؤسس النظام ماو تسي تونغ.

Ad

وعَيّن شي حلفاء له بين الأعضاء السبعة في اللجنة الدائمة التي تمسك بزمام السلطة الفعلية في البلاد، ومن بينهم لي كيانغ رئيس الحزب في شنغهاي، ودينغ شويشيانغ رئيس مكتب شي جينبينغ، ولي شي رئيس حزب مقاطعة غوانغدونغ الجنوبية.

إلا أن المكتب السياسي، وهو هيئة القرار في الحزب، لا يضم أي امرأة في صفوفه للمرة الأولى منذ 25 عاماً، وفق ما أظهرت تشكيلته الجديدة التي أُعلنت أمس.

وأعلن شي، في كلمة ألقاها أمام الصحافة بقصر الشعب أنه «لا يمكن للصين أن تتطور من دون العالم، والعالم أيضاً بحاجة إلى الصين». وأضاف: «بعد أكثر من 40 عاماً من الجهود الحثيثة من أجل الإصلاح والانفتاح، حققنا معجزتين؛ تنمية اقتصادية سريعة، واستقرار اجتماعي بعيد الأمد«، متعهدا بـ «العمل بجدّ لإنجاز مهامنا».

ونجح شي، خلال عقد في تحويل الصين إلى ثاني قوة اقتصادية في العالم وتشكيل جيش هو من الأقوى في العالم. ورغم تركيز السلطات بشكل شبه تام بين يديه، يواجه الرئيس تباطؤاً اقتصادياً قوياً نتج بصورة خاصة عن سياسة «صفر كورونا» التي اتبعها مع ما تضمنته من تدابير إغلاق وحجر متواصلة، وتفاقم الخلافات والخصومة مع الولايات المتحدة، وانتقادات دولية على صعيد حقوق الإنسان.

وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أول من بعث «أحرّ التهاني» إلى شي على فوزه، قائلاً: «سنصنع معاً مستقبلاً أروع للعلاقات، من أجل تلبية متطلبات العصر». كما وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أحرّ التهاني» لنظيره الصيني، قائلاً: «سأكون سعيداً بمواصلة حوارنا البنّاء، وعملنا المشترك الوثيق الهادف إلى تعزيز علاقات الشراكة الدولية، والتعاون الاستراتيجي بين دولتيْنا».