طابور الصباح... بين هدر الوقت ومفتاح النجاح
فريق طالب بإلغائه وآخر رفض لأهميته في غرس حب الوطن
طابور الصباح مفتاح وبداية انطلاق اليوم الدراسي، وجزء أصيل من العادات والتقاليد الخاصة لمدارس «التربية»، التي تتضمن تحية العلم والإذاعة المدرسية وممارسة أنشطة بدنية، إلا أنه تعالت بعض الأصوات في الآونة الاخيرة تنادي بإلغائه، لكونه يعتبر إهدارا للوقت، كما أن الأجواء في الكويت غير مناسبة أغلب أيام السنة.وفي المقابل، رفض فريق آخر تعطيل طابور الصباح، مستندين في ذلك إلى أنه يعد بوابة النجاح، كما أنه يعتبر وسيلة لغرس قيمة حب الوطن والانتماء لدى الطلبة، وفي الوقت نفسه يمنحهم جرعة ذهنية وبدنية تؤهلهم لاستقبال اليوم الدراسي بنشاط.وبين مؤيد ومعارض، استطلعت «الجريدة» آراء عدد من الأساتذة والتربويين لمعرفة آرائهم حول طابور الصباح وأهميته... فإلى التفاصيل:
قال المدير المساعد بالمرحلة الثانوية في وزارة التربية، بدر بن غيث، إن الدول المتقدمة تعليميا لا تلتزم بطابور الصباح، باعتباره مضيعة للوقت، مضيفا: هناك طرق وأساليب أخرى نستطيع من خلالها أن نقوّي بها الحس الوطني والنشاط الذهني والبدني، دون ان أوقف الطلاب لما يقارب النصف الساعة في درجات حرارة مرتفعة أو أجواء جوية غير ملائمة من غبار ورطوبة دون أي فائدة مرجوة.وتابع بن غيث: لن نجد أي عقبة في حال تم إلغاء طابور الصباح، ومن الممكن أن يستبدل بتخصيص وقت ليتناول الطلاب إفطارهم، أو السماح لهم بممارسة نشاط في المسرح أو نشاط رياضي، ومن ثم ينطلق اليوم الدراسي، مردفا أن الأنشطة التي يقدّمها طابور الصباح كالإذاعة المدرسية، والتي لا أقلل من أهميتها، لكن ماذا تقدّم في أغلب المدارس عدا معلومات قد لا يسمعها أغلب طلاب المدرسة، نظرا لكون معظمهم بصريين ولا سمعيين؟وأوضح أنه في العام الماضي، وبسبب وباء «كورونا»، تم تعطيل طابور الصباح، ولم يؤثر هذا بشكل سلبي على الطلبة، كما أن إدارات المدارس تملك قرار إلغاء الطابور في حالة الظروف الجوية غير المناسبة، ومنها المطر أو الغبار، مستطردا: «نحن نملك المرونة في القرارات فيما يخص طابور الصباح، ويمكن أن يستبدل بما يجدد اليوم الدراسي وليكون أكثر سعادة ونشاطا بالنسبة إلى الطلاب».
قيم وطنية
بينما رفضت المستشارة التربوية، الوكيلة المساعدة السابقة في وزارة التربية، منى اللوغاني، فكرة إلغاء طابورالصباح، حيث إنه يحمل أهدافا تربوية وبدنية وصحية وقيما وطنية. وأضافت: كما أن الطابور يساعد على تنشيط الطلاب في الصباح وتنشيط الدورة الدموية، مما يجعلهم مستعدين لدخول الحصة الأولى بكامل نشاطهم، ويساعد على تنمية شخصية الطالب بوجود برامج طابور الصباح، ومثال على ذلك الإذاعة المدرسية التي من خلالها نكتشف مواهب الطلبة ممن يمتلكون مهارة الإلقاء في القراءة؛ سواء للقراّن الكريم أو الشعر، وهناك كثير من المذيعين الذين ذكروا أن بداية اكتشافهم لموهبتهم كانت في الإذاعة المدرسية.وتابعت: وحين يكون الطابور غير تقليدي، ويحتوي على مسابقات بين الطلبة وأنشطة ترفيهية؛ كالاحتفال بالمناسبات الوطنية والأيام العالمية، فهذا سيساعد على إسعاد الطلبة خلال اليوم الدراسي وكسر الملل والروتين، لكن تأخير أغلب الطلاب عن الطابور يعتبر مشكلة وخللا في الأداء المفترض للطابور، حيث إنه يعتبر جزءا من اليوم الدراسي للطالب.مفتاح نجاح
وأيد رئيس قسم التاريخ والجغرافيا في المرحلة الثانوية، عبدالله زكريا، فكرة أهمية الطابور، قائلا إنه أهم من جميع المواد الدراسية، لأن طابور الصباح هو مفتاح نجاح الطالب في هذه المواد الدراسية. وأضاف زكريا: هناك أصوات تنادي بإلغاء الطابور لتخفيف الزحام المروري، ولكننا اختبرنا العام الماضي تعطيل طابور الصباح، ولم نجد أي نتيجة إيجابية، إذ إن الطالب ينتقل من سريره إلى المدرسة، ويبقى في أول حصتين غير متفاعل حتى تأتي الفرصة المدرسية فيأكل، ومن ثم نجده بدأ يتفاعل.واستطرد: أما مع وجود طابور الصباح، فهنالك عدة أمور مهمة تحدث؛ منها ما هو تنظيمي وتنشيطي وترفيهي وصحي، إضافة إلى غرس قيم الولاء للوطن من خلال تحية العلم والنشيد الوطني.نرمين أحمد
بدر بن غيث:هناك بدائل غير الطابور لتقوية الحس الوطني لدى الطلبة
منى اللوغاني:الطابور يحمل أهدافاً تربوية وبدنية وصحية وقيماً وطنية
عبدالله زكريا:اختبرنا العام الماضي تعطيله ولم نرصد أي نتيجة إيجابية
منى اللوغاني:الطابور يحمل أهدافاً تربوية وبدنية وصحية وقيماً وطنية
عبدالله زكريا:اختبرنا العام الماضي تعطيله ولم نرصد أي نتيجة إيجابية