إيران: اعتقال معلمين... وتحركات ضخمة لـ «محتجي الخارج»
اشتباكات مع «الباسيج» في الجامعات... و«الطاقة الذرية» تقر باختراق
تضامناً مع الاحتجاجات التي عمّت البلاد منذ منتصف سبتمبر الماضي، للمطالبة بالتغيير وإسقاط النظام، شهدت معظم المدارس في إيران، أمس، إضراباً عاماً للمعلمين، في حين تصاعدت التحركات التي يقوم بها الإيرانيون في الخارج دعماً للمحتجين في الداخل. وامتنع آلاف المعلمين عن الدخول إلى الفصول الدراسية، تنديداً بعمليات الاعتقال والقتل التي وقعت في الأسابيع الماضية، واستهدفت بوجه خاص طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس. وردت السلطات الإيرانية بشنّ حملة اعتقالات بصفوف الكوادر التعليمية التي دعت إلى تنظيم الاضطراب. وأوقفت السلطات الأمنية الأمين العام لقناة المعلمين في محافظة خوزستان، بيروز نامي، وعدة عشرات من المدرسين في محافظات مختلفة. وفي وقت تكافح السلطات لاحتواء الاضطرابات التي تعطل الدراسة في أغلب الجامعات، دارت اشتباكات بين قوات «الباسيج»، وطلاب جامعة شريف الصناعية، بعد احتجاجات نظّمها الطلاب داخل حرم الجامعة، أمس، كما نظمت وقفة احتجاجية في جامعات آزاد.في غضون ذلك، استمرت تظاهرات ومسيرات «الحراك الشعبي» الليلية المنددة بالقمع، والتي اندلعت إثر مقتل الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها من قبل شرطة الآداب لمخالفتها قواعد الحجاب الإلزامي، وخرج المتظاهرون إلى الشوارع في مدن مختلفة من طهران وشيراز إلى دزفول وبندرلنكه، وطالبوا بإسقاط النظام.
وفي طهران، نظم المواطنون تجمعات ليلية في شارع شريعتي ومنطقة لاله زار، حيث خلعت نساء في شارع شريعتي بوسط العاصمة حجابهن ولوّحن به. ونظّم المتظاهرون تجمعات في أحياء أرياشهر وستارخان، ورددوا هتاف «الموت للدكتاتور»، في إشارة إلى المرشد علي خامنئي. وفي شارع ولي عصر، ورغم وجود قوات الأمن، كانت الفتيات يَسِرن في الشارع دون الحجاب الإجباري. في المقابل، أقر النائب السياسي لقوات فيلق الغدير التابع لـ «الحرس الثوري»، العقيد محسن دهقاني بوجود «مشاكل اقتصادية» تسببت في تأجيج الاحتجاجات الشعبية، لكنه حذّر مما وصفه بـ «السقوط في خدع العدو». وقال دهقاني خلال اجتماع في محافظة يزد: «بعض المعتقلين في الأحداث الأخيرة شاركوا في مسيرات بسبب عدم الرضا عن الأوضاع الاقتصادية، ونحن نتفق على أن هناك مشاكل في البلاد». كما أشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية، التي يتوقع أن تشهد المزيد من التدهور العام المقبل، تسببت في انصراف حتى أنصار النظام عن التظاهرات المؤيدة له.وغداة تظاهرات حاشدة شارك بها عشرات الآلاف من المغتربين الإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية في برلين وطوكيو وواشنطن، جددت الولايات المتحدة دعمها ومساندتها للمتظاهرين في طهران، بعد أن فرضت حزمة من العقوبات على مسؤولين متورطين بقمع المحتجين. وقال المبعوث الأميركي الخاص، روبرت مالي، عبر «تويتر»: «يُقدم المتظاهرون في واشنطن والمدن حول العالم دعمهم للشعب الإيراني الذي يواصل التظاهر السلمي، مطالباً حكومته باحترام كرامته وحقوقه الإنسانية». وأتى هذا التعليق بعد أن شارك آلاف الأشخاص بينهم كثير من الإيرانيين والإيرانيات في مسيرة بالعاصمة الأميركية واشنطن، أمس الأول، دعما للاحتجاجات في إيران، وساروا وصولا إلى البيت الأبيض حاملين شعار «نساء، حياة، حرية».إلى ذلك، وبعد قرصنة بياناتها ونشرها على شبكة الإنترنت، أفادت الدائرة الإعلامية لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية باختراق خادم البريد الإلكتروني التابع لإحدى شركاتها الفرعية من دولة أجنبية، مما أدى إلى نشر بعض المعلومات على الإنترنت. وقالت: «تم نشر هذه البيانات بهدف جذب الانتباه العام»، مشيرة إلى أن هذه الأفعال تأتي في إطار «الحرب النفسية، ولا قيمة لها».وجاء ذلك بعد انتهاء مهلة 24 ساعة منحتها مجموعة «بلاك ريوارد» للسلطة الإيرانية بهدف الإفراج الفوري عن جميع السجناء السياسي والمحتجين، أو «فضح المعلومات الحساسة والوثائق» التي حصلت عليها، وتتضمن عقود الشركة الإيرانية مع شركاء محليين وأجانب وجداول زمنية إدارية وتشغيلية لمحطة بوشهر النووية.