جاء حكم والدة الشيخ سيد مكاوي وأشقائه على صوته مطمئناً له، فاتحاً باب الحلم أمام شيخ {الناصرية}، غير أن تأييد الأسرة لم يكن كافياً، يريد رأياً محايداً من دون عواطف، غير أنه يخشى أن يفعل ذلك أمام أيّ من الجيران أو أهالي...
خرج سيد مكاوي من مسجد الحنفي وهو يحمل على كتفيه هذا التشريف الكبير الذي أولاه له أهالي الحي، ومنحه شهادة بأنه شيخ معتمد في مسجد الحي، وإن كان ذلك سيلقي بمسؤولية جديدة على عاتقه، والأهم أنه سيحرمه من بعض العادات والتقاليد...
تحدثت والدة زينب مع زوجها في شأن العرسان الذين يتقدمون لها، بعدما لاحظت أنه يرفض هذه الخطوة لزينب ويتمناها لشقيقتها سنية: = ولحد امتى هتفضل ترفض كل اللي يتقدم للبنت. * لحد ما يجلها عدلها. دي حاجة بتاع ربنا وكل شيء قسمة...
ما إن انطلقت والدة الشيخ سيد لتوزيع {الشربات} على الحي بأكمله، احتفالاً بحفظ ابنها القرآن الكريم، حتى عم المكان السكون فجأة، وراحت الإذاعة المصرية الرسمية والإذاعات الخاصة تبث آيات من الذكر الحكيم، فقد مات ملك البلاد...
استطاع سيد مكاوي بإصرار غير طبيعي أن يمارس مع أقرانه هذه الألعاب الصعبة، والخطيرة في أحيان أخرى، بعدما أقنعهم بأنه مبصر مثلهم تماماً، ليس بكلامه، لكن بحركاته وسكناته، بحفظ الطرقات، وحفظ المباني والجدران، ينادي فيتحدث...
فجأة وجدت زينات نفسها وجها لوجه مع حلمين انتظرتهما طويلاً، الأول وقوفها للمرة الأولى على خشبة دار الأوبرا الملكية، حسبما تم الاتفاق مع الريحاني. أما الحلم الثاني، فقد حققه لها الريحاني بعدما أسند إليها دور فتاة تعمل في...
حقق تمام السوهاجي أمنية غالية على زينب طلبتها بنفسها، وهي أن تشاركه العرض الأسبوعي الذي يقدمه لرواد المقهى، ما أصاب الأب بدهشة: * أيووو انت بتقول إيه... زينب! = أيوا زينب. دا ربنا أنعم عليها بنعمة كبيرة. رجالة بشنبات تتمنى...
كان محمد سعد قادراً على تلبية طلبات زوجته، ليس حباً فيها فحسب، ولكن لأنه لم يعتد منها أي طلبات منذ زواجهما، لذا يتمنى أن تطلب، حتى فوجئ بما طلبت: * إيه؟! قولي تاني... عاوزين نسمعوا اللي قولتيه. - يبقى انت زعلت. خلاص كأنك ما...
قبل قرب نهاية القرن الثالث عشر الميلادي لم يكن هناك وجود لما يسمى بحي {الناصرية} فقد نشأ هذا الحي من أرض {بستان الخشاب} وهي المنطقة الواقعة بين الفسطاط والعسكر والقطائع، وكان هذا الموضع مغموراً بمياه النيل، وفي العام 1293...
{فنان حفر في الصخر ليصنع تاريخه} عبارة قد يستخدمها بعض النقاد للتدليل على مدى صعوبة مشوار فنان أو فنانة ما، غير أن هذه العبارة، تبدو وكأنها وضعت خصيصاً للتعبير عن حياة الشيخ سيد وكفاحه، الذي حفر في صخر الزمن بأظفاره،...