ثمّة رابط قويّ بين ما يحصل في شرقنا اليوم من تراكم للكآبة وتنامٍ للفجيعة وبين النصّ الأدبيّ الحديث الذي يظهر وكأنّه مُصرّ على تبنّي أحزان الحدائق بعد العاصفة، وعلى الوفاء للّحظة الإنسانية المضرّجة بأحلامها، المتوّجة...
للتأويل أبواب متعدّدة، غير أنّ أجمل ما في العنوان {كشاعر سعيد... كطاغية يبتسم}!؟ أنّه يجمع الشاعر والطاغية ولو في مكان افتراضي أو مجازيّ، وهو ساحة التشبيه. وبعد قراءة كتاب الشاعر العراقي سعد الياسري لا يتأخّر القارئ...
ليس من السهل اختيار عنوان لكتاب أدبيّ إذا كان صاحبه يعيش همّ العنوان مثلما يعيش همّ النصّ. ومن العناوين ما يكون مفتاحًا مناسبًا لباب البوح ومنها ما يكون مفتاحًا في باب ليس له. في كلّ الأحوال يبقى العنوان الموفّق ذا سلطة...
قد يضيع الوهن أو يتوارى الضعف في النصّ الطويل باعتبار أنّ جملة تنقذ أخرى، وصورة تنجد صورة، أمّا تجربة النصّ القصير فقد تكون الأصعب لأنّها تدخل دائرة المجازفة فإمّا أن يكون النصّ ذا حياة تجتاز حياة صاحبه وإمّا أن يُولد...
إذا كانت الرواية تتّسع لاحتواء الزمان والمكان وتفاصيل حياة من يسعى تحت تأثيرهما، فإنّ القصّة البالغة القصر تلتقط ومضة إنسانيّة وتوردها بتكثيف يجعلها صالحة لأن تكون مفتاحًا صغيرًا يفتح الباب الذهبي الذي تقف وراءه...
من صفحات الإهداء الثلاثي في «حطب باسق» يحدّد الشاعر قاسم زهير السنجري اتجاهات الريح التي تسوق لغته في رحلة تقول وجعها بين سماء سوداء وبحر أسود وبينهما شراع مضاء بالدمع وبالأنين حين القلوب تلفظ أحلامها وحين الأجساد ليست...
كم هو رائع أن تكتب المرأة القصيدة وتقفز من البرواز إلى الحياة، ذلك البرواز الذي يكرّسها موحية للرّجل الشاعر. وكم هو رائع أن يكون الرّجل مطلاًّ من نافذة الوحي على امرأة تحاول تسييله في حبر قلمها، تحاول أسره في قطيع حروف...
صحيح أنّ القصيدة ليست مجرّد كلام موزون ومقفّى، لكن ممّا لا شكّ فيه أنّ القصيدة خارج إطار الوزن والقافية يصعب تحديدها، لأنّ النثر الفنّي، عند العرب، هو الجغرافية اللغويّة الوحيدة التي يمكن أن تحتضن ما عُرف بالقصيدة...
اختارت الشاعرة سهام الشعشاع لقصائدها في «إنّي اختزلتُك آدماً» باباً حزيناً، فقصيدة «البداية» يحملها الموت على غيمة من غيومه السوداء، وفي ظلال كلماتها تقف الشعشاع مُنَكِّسة راية الحبّ، محاوِلة الاستعاضة عن المدن بمدُن...
يوضح الأديب فارس يواكيم في مقدّمة كتابه «حكايات الأغاني» أنّه لم يهتمّ بالقصيدة التي كُتبت للغناء، إنّما تابع سيرة القصائد التي اشتهتها الحناجر، في حين أنّ شعراءها لم يخطر لهم يومًا أنّها ستُقرأ بالآذان فلا يُحرَم منها...