أخذ الناس من مسرحية «الأشجار تموت واقفة» للإسباني أليخاندرو كاسونا مضمونها المتعلق بعقوق الأبناء، ووحدنا نحن العرب تعلَّقنا بعنوانها فحسب، ليس لأن سجيتنا هي أن ندور حول العناوين مثل ثيران السواقي، بل لأن هذا العنوان...
تقدمت إلى الامتحان ولم أنجح. صبرت حتى نما شاربي فسوّيته بالمقص، ثم بعت المقص ومكواة الفحم لقاء مبلغ زهيد اشتريت به من محل الخردة نفسه قميصاً رثاً تنبئ رائحته عن أن كمية النفتالين فيه أكبر كثيراً من كمية خيوط القطن. كان...
ذُو بُكْمَةٍ... وَذُو عَمَى تقاسَما بَيْتَهما فاختلفا، واحتكما لِأكبرِ الأعمامْ. عَمُّهما دَعاهُما أن يَذهَبا لِلسّينما عَلَّهُما أن يُلهما فِكرةَ حَلِّ عادلٍ مِن قَصصِ الأفلامْ. في السِّينما تصادَما لَمْ يَرَيا...
أمل الغد الزقاق مكتظ بالمخبرين... والبيت ممتلئ بالمخبرين. فكر في كيفية الخروج. قرر أن يصعد إلى السطح، وأن يقفز إلى سطح الجيران. صعد، فطّوقه جيرانه المخبرون. رمى بنفسه إلى الزقاق... سقط فوق مجموعة من المخبرين. تناقل...
في الفرصة الكبيرة، كان يقف ضمن حلقة من الباعة الذين يحاصرون المدرسة، ملعلعاً بصوت رفيع وحاد، داعياً إيانا إليه في حمى المنافسة المستعرة بينه وبين الآخرين. كان في نحو الأربعين، ضئيلاً ونشيطاً مثل جرادة، وكانت إحدى عينيه...
(1) على حاجز الأمن في بوابة القادمين، طلب الضابط من المفكّر الكبير أن يريه جواز سفره. شرع المفكّر، الذي فقد جوازه، في فتح حقيبته، ثمّ أخرج نسخة من كتابه الجديد، وعلى غلافها الأخير صورته بالألوان. تناولها الضابط منه، وقرأ:...
- ما الّذي تَصنَعُهُ؟ - أصنَعُ للشَّعبِ قَصائدْ أَبْرَدُ الأبيات فيها يَقلِبُ الثّلجَ مَواقِدْ! - هل توفّقتَ؟ - تَوفّقْتُ... وفي فَنّي تَفوقّتُ... ولكنّي تَوقّفتُ.. لأنَّ الشّعْبَ في مُختَلفِ الحالاتِ... راقِد! ...
- زيدان محمد خلف... أنت رجل ناضج، وتعرف التمييز بين ما ينفعك وما يضرك. وعليه فلا تضطرنا إلى استعمال العنف معك، نحن نعرف كل شيء، وليس بوسعك المراوغة. اعترف ووفر وقتنا وحياتك. - أنا مندهش! - ماذا يدهشك يا زيدان؟ - يدهشني{ يا...
في ساعات الدوام، كان باب المدرسة يُغلق من الداخل بمزلاج غليظ وثقيل. وإلى جواره كان يجلس، طول الوقت، فراش غليظ وثقيل أيضاً. وبهما كانت هيبة الباب محفوظة، وحافظة لنا، في الوقت نفسه، حسن الأدب والمواظبة. لو تأتّى لفأر...
اشتد هطول المطر، لحظة انعطفت من الشارع العام في طريقي إلى منزلي على الناحية الأخرى. وبينما كنت أغذ الخطى، كنت أسمع من ورائي خفق أقدام راكضة، وبرغم إسراعي في المسير، كانت أصداؤها تعلو وتقترب، ثم ما لبثت أن خالطها صوت...