أُجلِيَتْ عن أرضِها قَسْراً فماتَتْ حَسْرةً بَعْدَ الجَلاءْ. دُفِنَتْ في شِبْرِ ماءْ. ما بَكاها أَحَدٌ أو حَمَلَ الوَرْدَ إلَيْها فانحنَتْ هامَتُها حُزْناً وَألقَتْ نَفْسَها مِنها عَلَيْها واكتَفَتْ بالقَبرِ...
كان من عادة صديقنا «عبد الإله» أن ينام القيلولة، وكان يطنب في التأكيد على أنها ضرورية جدًا لتصفية ذهنه بعد تعب التسكع طول فترة ما قبل الظهر خلال هروبه من المدرسة! وكان من عادة بائع «الآيس كريم» أن يفتتح موسم ندائه...
هل يمكننا القول إن الإنكليز كانوا أرقى وأكثر تحضّراً من جيرانهم الأسبان الذين سبقوهم الى غزو القارة الجديدة التي سميت «أميركا» نتيجة خطأ تاريخي مضحك؟ كلا، فقبل زمن طويل من وصول الناطقين بالإنكليزية الى فرجينيا عام...
في بِلادي... (أقبَلَ الصُّبْحُ يُغَنّي للحياةِ النّاعِسَهْ) وَهْيَ في سابِعِ نَومٍ غاطِسَهْ. طَفَرَتْ لَوزَتُهُ وَهْوَ يُغَنّي وَيُعيدُ الأُغنياتْ. واشتكى الجيرانُ... وانهالوا على أجدادهِ بالّلعَناتْ. وَهْوَ ما زالَ...
لتخفيف وطأة غول العالم المستجد «أميركا»، نلجأ إلى التماس الأمل من الاتحاد الأوروبي. ونحن في انحدارنا عامدين إلى مثل هذه الخدعة العارية إنما نستر عجزنا، ونبالغ في تمويهه بلطخات متراكبة من مساحيق الرجاء والتطمين. وعلى...
أمْرُنا مُختصَرٌ جدّاً ولا يحتِملُ الشّرحَ الطويلْ: غُمَّةٌ تَنطحُ غَمّاً وَرَذيلٌ يبتغي تَسليبَ سَلّابٍ رذيلْ... وعلى مُفتَرقِ الصَّفينِ طِفلٌ رأسُهُ مُستهدَفٌ حَيثُ يَميلْ! ليسَ في القِصّةِ قابيلُ وهابيلُ لكي نَنأى...
أقف وسط موالد الأنظمة العربيّة وأحزاب المعارضة، فتمتلئ أذناي بالصمت على رغم الضجة العارمة، ويتطاير قلبي شظايا على وقع ضمادات الوعود الشافية بالإصلاح، أو أدوية الشعارات المؤسية بالتغيير. وحين أبحث في ذاكرتي عمّا...
نُجومٌ... نُجومٌ بأدنى التُّرابِ وأعلى الفَضاءْ تَلوحُ تُلَوِّحُ بالإنطفاءْ! نُجومٌ تَحومُ وأخرى تَعومُ وأُخرى تُنافِسُ ذُلَّ الحِذاءْ. نُجومُ (التَّراتِرِ) فَوقَ (العَوالِمْ). نُجومُ العَساكِرِ تَحتَ الهَزائِمْ....
في غرب محلتنا كان يربض سدّ ترابي يبدو لنا بالغ الارتفاع عندما ننظر إليه ونحن في منخفض المحلة، لكننا حين بلغناه للمرة الأولى اكتشفنا كم هو شاهق الاحتيال. الحاجة الملحة إلى البكاء هي التي هدتني وصاحبي علي الى اكتشاف...
في الصُّورةِ بنتٌ مقهورهْ سَحْنتها البَضّةُ مَمهورهْ بِشُواظِ لَهيبِ المأساةْ. قَبْلَ نهارٍ ماتَ أبوها برَصاصِ كِلاب السُّلُطاتْ. هِيَ لولا الحاجةُ للصُّورهْ مِن أَجْلِ شَهادةِ إثباتْ لَمْ تَتَصوَّرْ أن تَتَصوَّرَ...