«عند أولاد عمرو... اختلف الأمر»، دائما ما كان يقول أبي عند وصفه مجرى النيل ومجريات الدنيا، و«أولاد عمرو» هذه قرية من قرى محافظة قنا يتغير فيها مجرى النيل، فبدلاً من أن يمر الماء نحو الشمال في مساره الطبيعي، وهو قادم من...
ما نراه من تشابك بين الديني والدنيوي على مستوى مصر، نجده ينعكس على علاقاتها الإقليمية أيضاً، فالالتباس الداخلي بين الولي والحكومة، بين «قبة» الحسين و«قبة» مجلس الشعب، بين المعبد وإدارة المحافظة، بين حكومة مبارك...
رغم جهود الإصلاح كلها، فإن ملاحظاتي عن عمران الحكم في مصر وثقافة الشعب ومخيلته تقول باستحالة هذا الأمر، وإن الجغرافيا والتاريخ والتراكم الثقافي كلها عوامل تجعل من فكرة المواطنة في المجتمع المصري إما أمراً مستحيلاً...
علاقة المصري بالحكومة هي علاقة غيبية كعلاقته بالأولياء والنذور، ليست علاقة حقوق وواجبات، وما أحاول رسمه هنا هو جغرافيا تلك العلاقة، فإذا ما كنت في الصعيد «الجواني» واتجهت شمالاً من سوهاج دخلت في محافظة أكبر، وهي محافظة...
مصر تحكمها ثلاثية «العبد والولي الواسطة والإله»، ثلاثية دينية ودنيوية في حالة تواز دائم لا تلتقيان، ولكن يشكل كل منهما الآخر. فكما ذكرت في المقال السابق، هناك مقام الشيخ وقبة الضريح ومقام الحكومة المركزية في القاهرة...
لفتت نظري عندما بدأت رحلتي الأولى من الأقصر إلى القاهرة، علاقة العمران بالتدين، فهي فكرة سيطرت على عقلي سنين طوالاً، أتأمل فيها علاقة المصريين بهويتهم، وهي علاقة قوية إذا ما قورنت بإحساسهم بالمواطنة. فلا يفوت...
مقاولو الجمهور الذين يلعبون «على التقيل» هم الذين يبيعون جمهوراً وهمياً بالجملة، مثل بعض الصحف التي تدعي أنها تبيع مئات الآلاف من النسخ في مصر. أي أن صاحبها «واضع يده» على شريحة كبيرة من الثمانين مليون مصري، ويمكن أن...
«اللي تجيبه يابيه»، قال سائق التاكسي القاهري عندما سألته عن الأجر. وماذا عن العداد الذي تضعه في مقدمة التاكسي؟ «لا يابيه، المرور مايرخصش العربية إلا إذا كان فيها عداد، وعشان كده بنحطه بس ما بيشتغلش». وليه التعب ده؟ قلت...
منذ أيام كنت في زيارة قصيرة للقاهرة والتقيت فيها بكثير من المصريين من فئات وطبقات مختلفة، وكان القاسم المشترك بينهم هو حالة استياء عامة من الأوضاع حولهم. بعض الاستياء يعكس حالة إحباط حقيقية، وبعضه الآخر مبالغ فيه. سألني...
فلسطين اليوم أصبحت رقماً في لعبة قمار عالمية، نضع كل أموالنا على هذا الرقم، منتظرين أن يصيب، وفي كل مرة لا يأتي. يصبروننا بأن الكرة أصابت الرقم الذي بجواره وقد يأتي في اللفة القادمة ساعتها نكون قد خسرنا غزة. وتدور الكرة...