يصاب الإنسان بالارتباك والتوتر كلما خرج من سنة آفلة ودخل سنة مقبلة. وهو شعور طبيعي خبره الإنسان منذ أن هبط إلى هذه الكُريّة، وأدار بصره في الأفلاك والنجوم، ورأى الشمس تشرق وتغرب، والفصول تدور وتتعاقب، والكائنات تولد...
هناك جدل قديم، وربما لا يزال يتجدد، حول كون الفنون تحقق الغاية الجمالية أم النفعية. ولم يكن الأدب بمعزل عن هذا الجدل، إن لم يكن أكثر الفنون مناورة حول هاتين القيمتين؛ الجمال والمنفعة. وأنا بصدد قراءة المجموعة القصصية...
«الأسلوب هو الرجل»، مقولة شهيرة ومتداولة لجورج بوفون. ويبدو أنه قالها وهو يعني الإنسان بعمومه، بعد أن غدت الكتابة قاسماً مشتركاً بين الرجال والنساء، يسكبون فيها عصارة أفكارهم وأهوائهم وأمزجتهم. في إحدى جلسات الملتقى...
حين أتصفح ما تقذف به المطابع من مجموعات شعرية في أيامنا هذه، فإنني غالباً ما أتوجس من تضييع الوقت في إصدارات ليس لها مرجعية من ثقافة أو امتداد عمر، إلا ما استطاع أن يقنعني بعكس ذلك. والاقتناع أو عدم الاقتناع عادة ما يأتي...
يقدِّم علي المسعودي نفسه ككاتب للقصة القصيرة، ليس في هذا الإصدار فقط، وهو "جلسة تصوير"، إنما في مجموعاته الأخرى، مثل: "تقاطيع" و"ر... جوع" وغيرهما. ولتأكيد ذلك، أي تأكيد الانضواء تحت الجنس الأدبي، يحرص على الإشارة إلى...
يبدو لي أنه يجب أن أعتذر للقارئ الكريم عن إيراد أمثلة هذه العناوين القاتمة، مثل: "حارس الموتى". لكن لا يبقى في اليد حيلة إذا جاءت عنواناً لرواية الكاتب اللبناني جورج يَرَق في المقام الأول، ثم تأتي في المقام الثاني لتكمل...
ليس الحديث هنا عن عموم جنس الرسائل، إنما عن الرسائل التي يحتشد وراءها قلب فنان أو مهجة كاتب يدرك كيف ينسل الحرف من مكمنه، لا لينقل خبرا أو يتبرع بمعلومة، بل ليسوح في تلك المنطقة الجوانية، ليقطف أبهى ثمارها. إن أثمن...
أحيانا يكون الإهداء عتبة من عتبات النص، يفسره أو يسنده، أو يأخذ بيد القارئ كخيط من نور. وكما هو معروف، فإن الإهداء لا يُمهَر به الكتاب إلا بعد أن يفرغ المؤلف من التأليف، وتكتمل في ذهنه الصورة الكلية للكتاب، والرسالة التي...
لا أدري لماذا شعرتُ بحضور الحسِّ السينمائي، وبقوة، في رواية "السبيليات" لإسماعيل فهد أسماعيل، فالسرد يأخذك إلى تخيُّل الحركة النفسية ممزوجة بحضور كثيف للمكان ومشاهده وشخصيته الاعتبارية، ناهيك عن كونك تعيش - أثناء...
ككل ظاهرة إنسانية، يظل الشعر عُرضة لمتغيرات السطوع والخفوت، خاضعاً – بتلقائية- لمزاج المرحلة وروحها وحيثيات واقعها الثقافي. في الوقت الراهن لم تعد المنابر -كما أعتقد- مكاناً صحياً للتعامل مع الشعر؛ قراءة أو استماعاً....