شيء مؤلم ألا يكون الإنسان كساق البامبو، تنمو له جذور أخرى متى ما أراد وأينما شاء، تلك قضية مؤثرة وضاربة في كينونة الإنسان ومعبرة عن أهم حاجة من احتياجاته النفسية والوجودية، وهي الحاجة إلى الانتماء. تلك الحاجة التي...
أي حديث عن شعرنا الراهن سوف يقودنا لا محالة إلى مسألة «الغموض» و»الضبابية» التي باتت ترين على المشهد الشعري وتتكرس كظاهرة من ظواهره. ويقيني أن مسألة «الغموض» في نماذجها المعقولة –وليست نماذجها الضاربة في التغريب...
في عام 1998م كنتُ على موعد مع انبعاثة شعرية!... لا تدري من أين يأتيك جناح النورس وأنتَ في جزيرة مهجورة ليعيدك إلى الماء والبلل والعافية؟! في حين كنتَ تظن وأنتَ تدبّ كل يوم كسلحفاة عتيقة، أن أسفارك قد طُويت وأقلامك قد جفّت وأن...
وكما تقضم الواجبات الأسرية من ابداعات المرأة وتحجمها، كذلك يفعل الالتزام الوظيفي، قد أكون من أولئك القلة المحظوظات اللواتي كان ينسجم عملهن الوظيفي مع ميولهن الإبداعية، كوني كنت أعمل في تدريس مواد ذات صلة بالشعر والنقد....
كانت الأعوام العشرة الممتدة من 1987م إلى 1997م أعوام كمون شعري مريب، وأعوام انسحاب قسري نحو وظيفة حياتية أكثر واقعية وصلابة. لم ولن أعتقد في يوم ما أن الشعر مناقض لحياتنا الواقعية أو متنافر مع إيقاعها واعتياديتها، ولكنني...
تظل التجربة الشعرية ذات نسب ووشيجة متأصلين في أنساغ حياة كاتبها وسيرته مهما حاول المراوغة والالتفاف. ويقيني أن علاقة الشعر بحياة مبدعه لا تختلف عن علاقة الجنين بمشيمته. وعلى قدر ما تهيئه هذه المشيمة من أغذية وسوائل، على...
أعلنت مؤسسة البابطين للإبداع الشعري مؤخراً نتائج الفائزين في مجال الشعر لهذا العام، ومن ضمنها نتيجة أفضل ديوان شعر، والذي فاز به الشاعر السعودي جاسم الصحيح عن مجموعته: ما وراء حنجرة المغني. والديوان يعلن ببداهة بأن...
وتأتي مرحلة البزوغ بعد الكمون متمثلة بالوقوف على المنصة وأمام جمهور لتكون اختباراً لصوتي الطالع للتو. كان ذلك في شهر فبراير من عام 1979م، وكانت المناسبة حفل تأبين الرائد المسرحي صقر الرشود إثر وفاته في حادث مأساوي، لم يكن...
كان لمباهج الروح وغبشها ضفّتان في تلك المرحلة المبكرة: ضفة نائية متلفعة بسريتها ودهاليزها، منكفئة على العطش والأشواق الغامضة والسراب القلبي، أما الضفة الدانية فظاهرة في الوجه البارد والعينين الهاربتين، والصوت الباهت...
ما أصعب أن يحدد الإنسان طريقه العلمي وهو دون العشرين! إذ رغم تبرعم الوعي وبروز الميول، تظل غمامات الغفلة والتوهان من سمات الطفولة المتبقية. لا أدري لماذا تهتُ وأنا في الصف الرابع الثانوي في غابة الاختيارات، وتوجهتْ...