تتكرر الأسئلة عن انحسار الشعر حيناً، وعن ماهيته وأثره في ظل اكتساح الرواية للمشهد الثقافي حيناً آخر. وأسئلة الشعر قد تكون ذات صلة بأسئلة الرواية، ومن ثم فوضع الجنسين الأدبيين والعوامل ذات الصلة في ميزان التحليل قد يُعين...
حين تقرأ في رواية "مولانا" لإبراهيم عيسى، تجد نفسك مستحضراً، وبشكل تلقائي، أحداث ومشاهد رواية "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني، لأن الروايتين، أولاً، تخوضان– وإن بشكل فجّ– في أكوام الفساد، وتنبشان روائحه "المنتنة" في...
إن تسنى لك أن تدخل بيت ليلى العثمان في زيارة ما، فسوف تطالعك أول ما تطالعك صورة مكبَّرة لأبيها، تكاد تقترب من الحجم الطبيعي، وهو مشتملٌ "بشتَه" وعقاله، جالس تلك الجلسة المطمئنة، مشع بوسامة ومهابة لا تنال منهما السنوات. ...
حين نأتي إلى المحور الثاني الذي يعزز نزعة المغايرة والاختلاف في مسرحية «مجنون ليلى» لأحمد شوقي، وهو محور السمات الفنية، سنجد أن هذه السمات تتمثل في جملة أمور؛ منها الخروج عن القاموس اللغوي والبلاغي المعهود في لغة شوقي،...
لو عدنا إلى تأمل كلتا الصورتين السالفتين للمرأة في شعر شوقي، سواءً المرأة اللعبة المؤطّرة ببهرج المظهر وتركة التراث، أو المرأة الواقعية المطمورة بجور التقاليد وأصفاد الأعراف، لوجدنا أن الصورتين كانتا تمثلان للشاعر...
يمكن القول بدءاً إن المرأة في عصر شوقي ظهرت في صورتين، وكان الشاعر يشخص فيهما، كلاً على حدة، ويدبّج حول كل صورة ما يعنّ له من آراء وخطابات، أغلبها انطباعية سطحية، لا غور فيها ولا عمق. أما الصورة الأولى التي رأى فيها...
قد لا يختلف اثنان حين التأمل في سيرة شوقي، أن عوامل البيئة الجديدة في باريس ستكون – منطقياً واستنتاجاً – بالغة التأثير وواضحة البصمات في فكر شوقي ونتاجه. ونكاد نتصور أن الشاعر كان ينوء تحت وطأة رؤاه وتهاويمه، وربما...
هذا مقام ليس مناسبا لتتبع واستحضار المتفرق من نماذج الشعر الذاتي المعبِّر عن شخصية شوقي في جوانبها الروحية والإنسانية، إنما سنقف عند نموذج تمثيلي واحد، وهو مسرحية "مجنون ليلى"، الذي نراه أقرب نموذج يصلح للمناورة...
قد لا يخفى على المتابع لميراث أحمد شوقي الأدبي والشعري حقيقة أن المكتبة العربية تزخر بكمّ هائل من الدراسات حول هذا الرمز، وجُلَّ هذه الدراسات قاربت، ولا شك، أثر العصر وملامحه وسماته في صنع هذا الرمز الشعري، سواءً...
لعل في مشهد وفاة وعزاء الفنان عبدالحسين عبدالرضا، وما أظهره من التفاف اجتماعي وإنساني أصيل، ما يعود بنا إلى تساؤلات مستحقة حول دور الفن في صياغة وجدان الأمة أولاً، وثانياً دوره في تشكيل هويتها المحلية، التي قد تعبُر بها...