لقد جرب محمود البريكان مبكراً كتابة نصوص مطولة كما في قصيدته «أعماق المدينة» في عام 1951 بالإضافة إلى القصائد القصيرة، فائقة الكثافة والايجاز كما في هذه القصيدة: أيها القنوط هناك، بعد منفذ: القفز إلى دوامات المحيط. وفي...
نافذة الشاعر يفتحها للنور والريح وعطر الأرض يهجم بها صخب العالم يغلقها كأنما لآخر الزمان ومثلما يغلق تابوت إلى الأبد. كأنما أراد محمود البريكان أن نقرأ هذه القصيدة بعنوانها اللافت هذا، بعد رحيله الفاجع، إذ في 28...
من الصعب أحياناً كثيرة فهم النقاش الذي يدور بشأن الشعر العربي الحديث حالياً، ثم إنني لا أفهم لماذا كلما جدّ نقاش بشأن الشعر العربي الحديث وقصيدة النثر، يتم في أغلب الأحيان تكرار أوليات الخطاب الذي طُرح مراراً بأشكال...
كأننا ولدنا من جديد، لأن الصدق بريد أنانا المتفردة. كأننا كنّا ظلالكِ ومرآتكِ، وكنتِ ماءنا في الحياة والموت. كأننا أصغينا لما نقول: اتركها نائمة وغطّها بياسمين الصباح لكي لا تنكسر أعمدة السماء. كنّا قساة على العتبة...
في مطلع التسعينيات من القرن المنصرم تسنى لي مشاهدة بعض العروض المسرحية للمخرج البولندي الكبير تادووش كانتور، كان ذلك في مسرح لاماما الطليعي في مدينة نيويورك، وكان كانتور حينئذ لايزال حياً، (ولد كانتور عام 1915 وتوفي...
ماذا لو عاش الكاتب السوري جميل حتمل، حتى أيامنا هذه؟ ماذا لو بقي حياً، جسدياً في هذه البرهة المظلمة، وهو يرى وطنه السوري ينام وتستيقظ مدنه على القصف المتواصل وهدير الطائرات والقنابل وبراميل النيران، وطن استبيح فيه...
في عمل لهنري ميلر، وهو قصة قصيرة "ابتسامة عند قدم السلم" يتحدث ميلر عن مهرج حقق شهرة كبيرة ليعيد اكتشاف نفسه، يقول أوغست المهرج: "إن المهرج لا يكون سعيداً إلا إذا كان شخصاً آخر، لا أريد أن أكون سوى نفسي!" لكن الآخر لا يريد أن...
لقد قرأت رسالة الناقد والفنان اللبناني جلال توفيق "تعاون عابر للزمن" المنشور في الدليل الفني الضخم الذي صدر عن بينالي الشارقة العاشر. ورغم أن الرسالة قديمة نسبياً غير أنني دُهشت أمام الأفكار المطروحة المتعلقة بهذا...
آلام كأنني كنت هنا، أو كأنني أتذكر حلم البارحة. من قاع المدينة يأتي الغريق وعلى معصمه بقعة من الضوء. هنا ستنطفئ آخر الأنفاس، كما تنطفئ عين سمكة مرمية على الرمل، الإشارة حاسمة هذه المرة، أنا من سيوقف العاصفة حتى تهدأ...
الساحة لن تعرفَ ما الذي يَحدثُ في موليفونغ توريَ رجلٌ غاضبٌ يلوّحُ بمنديلٍ أبيض، حصانٌ تَطلعُ من حدوتهِ اليمنى شرارةٌ ذهبيةٌ، امرأةٌ تسعى لأن تحتضنَ السماءَ والأرضَ كأنها قوسٌ يطيرُ بين السقوف. لنْ تجدَ هنا جوهرةً...