إن تعددية التعبير البصري ستقود كذلك الفنان السوري الراحل عبد القادر أرناؤوط بعد اكتشافه إشارات الألماني بول كلي، كطريقة للمزاوجة «الأصلية بين الحساسية الشعرية والتشكيلية»، خاصة أن بول كلي كان يستثمر عدة الشرق العربي...
لنتأمل الآن المشهد الشعري والبصري «في الغرب»، ولو على نحو مختصر منذ بداية الخمسينيات والستينيات، وصولاً إلى الآن، إن هذه المرحلة التي غالباً ما يُطلق عليها اسم ما بعد الحداثة، تكاد تجسد نوعاً من الالتباس يكاد يفوق...
مهما بدا أن الشعر والتصوير أو الفنون البصرية على نحو أعم من اختلاف بينهما، باعتبار أن مساريهما مستقلان من حيث استخدامهما لعناصر وأدوات مغايرة فإن ما يجمع بين هاتين الفعاليتين التعبيريتين يكاد يكون جوهرياً. يتمثل الجوهر...
يحتمي الإنسان بالنسيان. تحتمي الطبيعة بالفصول في دورة متكررة إلى ما لا نهاية. يلجأ الكاتب إلى وسيلة ماهرة وماكرة في نفس الوقت: أن يخدع الذاكرة والواقع معاً، بخيطٍ من التخيلات وشبكات من الرموز المعقدة. أن تكتب هو أن تنسى،...
ليست قصيدة الشاعر العراقي الراحل عقيل علي رمية نرد مقذوف في الفراغ، إنها بالأحرى قيامة معجونة بالأعصاب والدم وبأنفاس الحياة، قصيدة ما أن ترسل صرختها حتى يغلفك ضباب الألم والخسارة، العتمة بضوء خفيف يشبه الأمل، الفقد...
«الكتابة هي النسيان. الأدب هو الطريقة الأكثر امتاعاً لتجاهل الحياة» هذا ما كتبه ذات يوم، فرناندو بيسوا في كتاب اللاطمأنينة. لكن ما الذي يرمم النسيان، ما الذي يملأ مساحة الذهب، البيضاء تلك؟ قوّة المخيّلة، أقول. قوّة...
سيتركز بعض مفاصل هذه التجربة على نحو أكثر تأثيراً في مرحلته الباريسية، إذا جاز التعبير، إذ يقوى الإحساس بالاغتراب هنا، وتبدو الشخصيات أكثر توتراً وأكثر تعباً، هناك دائماً شيء ما، مفقود، شخصيات قلقة، تأخذ الحبوب...
منذ مدة وأنا أفكر في الكتابة عن جميل حتمل، وفي الفترة الأخيرة أصبح هذا الهاجس حاضراً بقوة، كأنما ذاك اللقاء الأول والأخير معه، كان كافياً لأن استحضر بعد هذه السنوات هيئته المشرقة، على نحو واضح. حدث ذلك في المغرب –الرباط-...
لنْ أنخدعَ مرّةً أُخرى يا أبي. سأقودُ حياتي إلى حافةِ الينبوع، وأنامُ على العشبِ، وأنظرُ إلى رحيلِ السحبِ إلى بستانِ الجحيم. أجَلْ، الليّلُ خَذَلَني يا أبي. خَذَلَني ليلُ الزمن وأنتَ تستعدُّ للعبورِ إلى الشاطئِ...
غالباً ما أحب فصل الخريف، غير أن الخريف السويدي له مزاج خاص أحياناً لا تبدو بدايته بداية مألوفة، إنه على الأرجح خريف مشوش. وهو ليس مستعجلاً على أي حال. بل يمشي على مهل، كأنما يأتي من جهة غير متوقعة، كأنما لا يريدنا أن ندخل...