لقد أوصل جورج أورويل بطله «ونستون سميث» في روايته 1984 إلى أن يخاف من نفسه أكثر من سطوة الأخ الكبير، وبالتالي إفراغ الكائن من إنسانيته تماماً، هكذا انتقد هذا الكاتب الراديكالي النظام الشمولي على نحو حاسم. اعتبر جورج...
لا يأبه الجالسون بالغريب، لقد تركتُ حياتي هناك بين الأحجار، وها أنا الآن كمَنْ يصطادُ أضواء الغروب. هل كان ينبغي أن تمضي كلُّ تلك السنوات كي أكتشفَ أنني صيحةٌ عائدة من الموت؟ من عزلةٍ أخفّ من ريشةِ طائرٍ يحمل إليَّ...
كأننا ولدنا من جديد، لأن الصدق، بريد أنانا المتفردة. كأننا كنّا ظلالكِ ومرآتكِ وكنتِ ماءنا في الحياة والموت. كأننا أصغينا لما نقول: اتركها نائمة وغطّها، بياسمين الصباح لكي لا تنكسر أعمدة السماء. كنّا قساة على ...
في رواية أنتونيو تابوكي «بيريرا يدّعي»، يتعامل تابوكي بخفة مع الميتافيزيقا، التي لا تنتهي إلّا بالموت. يروي بيريرا أحداث عام 1938 على خلفية من تداعيات حكم سالازار، وهي مرحلة زمنية في غاية الخطورة بالتاريخ الأوربي الحديث....
وصف الكاتب الروسي فلاديمير كورولنكو، تيشخوف بأنه، شاب آسر وموهوب وذو نظرة مرحة الى الحياة. كان ذلك في اللقاء الاول الذي جمعهما، ولم يكُن تيشخوف حينئذٍ قد نشر سوى قصصٍ قليلة، ذات حسٍ فكاهي ودعابةٍ عالية. وكان تيشخوف...
والآن، ما الذي ستفعلهُ هذه الكلماتُ القليلةُ، من أجلكِ أيتها الغريبة. لا أبواب هنا لتنفتح ولا هناك. الصبرُ أسلوبُ حياةٍ مخادع. الصبرُ كلمةُ تعني مدينة أو امرأة. عام 1968 جاء قطارُ الكارثة، فلم يعد النومُ على ضفافِ...
"كان يبتغي أن ينشر كتاباً، لكنه لم يُوفق أبداً لأنه كان يشطب ويُغير في مخطوطه باستمرار. يشطب كثيراً حتى أنه لم يبق في الأخير سوى عنوانها: الخاسر". ربما كانت هذه العبارة هي المدخل الملائم لعالَم الكاتب النمساوي توماس...
ما الذي يفكر فيه المنفي وهو عائد إلى وطنه؟ أعني ما الذي يجول في تفكيره بالتحديد، بعد نفي وغياب يمتد لأكثر من ثلاثين عاماً؟ ما الذي يتوقعه المرء هناك في تلك الزاوية الأخرى من العالم، ذلك المكان الذي يشكل جزءاً من طفولة...
1 - تهربين من العائلة، لأنكِ خائفةٌ مِنْ قِطارِ الأيام. الأمثالُ قويَّةٌ، لكنها بلا آلهة. يكفي أن يرفع الزمَنُ عَيناً واحدةً، لينظرَ من خلف الزجاج: لن تصنعي بهذا حياة ولا موتاً، لن تصنعي سَاحة، تمثالاً فوق...
1- ليست مالمُو امرأة، على الأرجح، إنها موسيقى صامتة، فجوةٌ يَمرُّ الزمنُ عَبْرَها بَطيئاً كسُلحفاة... لن تطأ السَّاحَةَ الصَّغيرَةَ كمُحارب قديم، بل كشابٍّ مَرح يتفحَّصُ أبوابَ الفردوس ويغنِّي بصفيرٍ مكتوم. أيها...