حسناً اللوحة لاتزال هناك معلقة في غرفته، يظهر فيها الجرح، فاتناً، متلألئاً، شديد الغواية والإغراء. توقفت السيارة عند المدخل ونزل “م” بعد أن أعطى السائق أجرته. تأكد من رقم المنزل وخطا إلى الداخل، إلى الباحة الواسعة، عبر...
في يوم ماطر وقبل أن أقرأ كتاب اللا طمأنينة، كنتُ أعبر الجسر فقفزت من أحلامي هذه الصورة الشعرية: الشمس تتسلق الأبراج وأنا أحلم بأشباح وقبّعة فرناندو بيسوا. سيأتي اليوم، سيأتي ذلك اليوم ليحمل آثامي كلها إلى الإغفاءة...
في المعرض الشخصي والحصري «تجارب وأشياء 1979-2011» للفنان الاماراتي حسن شريف، الذي تقيمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في قاعة حي قصر الحصن الثقافي، يطرح حسن شريف منظومة من القيم الفنية والجمالية تثير جملة من الأسئلة الشائكة...
أحسب أن قاسم حداد يكتب عن المكان ليس بوصفه تجربة حسية فحسب بل تجربة روحية في الأصل، هو الذي خبر في المحرّق مبكراً مهناً عديدة، ليس أقلها مهنة الحدادة. مهن الناس البسطاء، أو بالأحرى مهن الحياة. وغالباً ما تولّد هذه المهن...
في أواسط الستينيات تقريباً وكنّا صبية، كان الشعور بأن العامل العُماني القادم من البحرين أو الكويت، لزيارة أسرته، كأنه قادم من كوكب آخر، أو مدينة مسحورة مفعمة بالضياء. كان ذلك الشعور الغريب والغريزي تقريباً يُوحي إلينا...
أن نرسم، يقول إيف بونفوا في كتابه الصوتُ والحجر، يعني: «أن نختار بين محاكاة شيء أو إنتاج علامة، سواء تعلق الأمر بمحيط، بإيقاع، بتشكيلٍ ندركه عند نقطة من الأرض، وهكذا نترك الشكل الذي يُولد على الورقة يستمع إلى نداء فعل...
يكتب الشاعر الراحل سركون بولص بمخيلة هائلة، مُخيلة تستدعي عوالم وكشوفات لم نصادفها من قبل، شاعر ضيّع مفاتيح العودة وظل هناك تائهاً عبر الجبال والوديان يقودنا من مكان إلى آخر بشفافية جارحة ونفَس غابوي، شعر منفلت وحالم...
لو خيّرتُ أن أجد عبارة في توصيف السياب لما وجدت سوى العبارة التي قالها سعيد عقل في حق الشاعر التركي ناظم حكمت، على ما أظن، مع تبديل في الاسم لتصبح العبارة: ليس السياب شاعراً (فحسب) انه يد من فوق. ذلك لأن السياب كان على...
في عمل لهنري ميلر وهو قصة قصيرة «ابتسامة عند قدم السلم» يتحدث ميلر عن مهرج حقق شهرة كبيرة ليعيد اكتشاف نفسه. يقول أوغست المهرج «إن المهرج لا يكون سعيداً إلا إذا كان شخصاً آخر، لا أريد أن أكون سوى نفسي»، لكن الآخر لا يريد...
لقد قرأت رسالتك «تعاون عابر للزمن» المنشورة في الدليل الفني الضخم الذي صدر عن بينالي الشارقة العاشر والمسمى (أي الدليل) حبكة للبينالي 16 مارس-16 مايو 2011، ورغم أن الرسالة قديمة نسبياً غير أنني دُهشت أمام الأفكار المطروحة...