حملته أكف أخوته ... سجي الجثمان الطاهر... عاد إلى أديم الأرض ورحلت الروح إلى عليين مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا...تداعت هي مغشيا عليها ... أضناها الحزن وشنجها الألم ... تلقفتها أذرع المولولات النوائح وهن يسفحن دموع...
أقبل الشتاء ومازالت نيران الغازي تشوي الوجوه وتحرق القلوب وتعري العظام، وفي ليلة اشتد بردها تحبس الأنام والأحياء...عرص برقها وقصف رعدها وعلا صريخ ريحها فجن جنون الشجر فيها لافحا بذوائبه الهواء والجدران والأبواب... زحفت...