أما وقد انقسمت المنطقة معسكرين وفسطاطيْن، تبديا إبان العدوان الإسرائيلي على غزة على النحو الأجلى والأكثر دراماتيكية، فتوزعت «استقطابا ثنائيا» بين «معتدلين» أو «كيانيين» من جهة، و«مقاومين» أو «ممانعين» من جهة أخرى،...
يبدو أن آصرة من شبهٍ قوية، تقوم متينة بين الدولة العبرية وجيرانها، خصومها من دول العرب وشعوبهم، هي المتمثلة في أن الجموع في الحالتين وعلى الضفتين أكثر تطرفا من الحكام، تدفع باتجاه مثل ذلك التطرف أو تبجله. قد يكون ذلك...
قد لا يعدو حماس جمهورنا، «شارعنا» العربي، للزعيم التركي رجب طيب أردوغان، وهو يتلاسن مع رئيس الدولة العبرية شيمون بيريز ويغادر محتجّا مقاطعاً جلسة كانت تجمعه به، إلا من قبيل حماسهما («الشارع» والجمهور) حيال حذاء الصحافي...
قد يكون الرئيس الأميركي الجديد، وقد جعل من إغلاق معتقل غوانتانامو إجراءه الأول ومفتتح عهده، أراد أن يوجه إلى العالم رسالة قوية، صريحة لا لبس فيها، مفادها إنهاء «البوشية» وإعلان زوالها، وصما لها بالاستثناء وإخراجا لها،...
تلك هي حدود الشكوى وذلك هو مداها، لا تثمر أكثر من دعوات إلى وقف العدوان، من قرارات دولية توصي ولا تُلزم، من شجب ومن استنكار، شاملين جارفين ولكنهما لا يجديان، أما الدولة العبرية، فكانت مالكة زمام حربها، فاعلا وحيدا أوحد،...
لم يوجد من نزاع كانت فيه السياسة الأدنى فعلا وتأثيرا أكثر من ذلك، إذ لا تقوم تلك (أي السياسة) وسيطا دون العنف السافر، تدرأه وتهذبه وتداوره وتؤنسنه، تعقلنه بكلمة واحدة، وقد تستوي عنه بديلا، على ما قد يكون تعريفها المعتاد...
إذا كانت حركة «حماس» قد اكتسبت شرعية، أو «عززت شرعيتها» على ما صرح أحد قادتها في الآونة الأخيرة بقدر من تباهٍ ومن افتخار، وقد وجدت الحركة في المواجهة الجارية، عدوانا غاشما، بينها وبين الدولة العبرية، ما لا قِبل ربما...
لا تقيم معارضات المنطقة، في الغالب الأعم، لمسألة «السيادة» كبير اعتبار. لها في ذلك على الأرجح اعتباران، واحد آني، هو المتمثل في تهربها مما قد تراه ابتزازا، تسلطه أنظمة تحسب نفسها مناط السيادة الحصري وتتماهى معها، فتميل...
نخفق غالبا في التمييز بين «السلطة» من وجه و«المسؤولية» من وجه آخر، نحسبهما أمرين رديفين أو متطابقين، مترتب أحدهما على الآخر، وفق نسق محكم غير عشوائي يسبّق «السلطة» على «المسؤولية»، فإذا هذه نتاج تلك، في حين أن حالهما...
يبدو أن هناك إقبالا، متفاوت الدرجة متباين الإحكام، لا ينتسب إلى منطقة دون سواها، على ما يمكن تسميته بالنصّية الدستورية، لم يكن في ما مضى، خصوصا في أعقاب الفترة الاستعمارية وبلوغ «بلدان الجنوب» الاستقلال ومسارعتها إلى...