حين غادرت مسرح Duke of Yourk في لندن، بعد مشاهدة مسرحية إبسن «بيت الدمية»، شعرت بشيء من الذنب يمس مشاعري الخفية كرجل. ذنبٌ غير مُعلن بالتأكيد. فالمسرحية تتحدث عن لورا هيلمر وتورفالد اللذين كانا يعتقدان أنهما في غمرة السعادة،...
في حقل المعاصرة الموسيقية الكلاسيكية تفتنني مشاتلُ الأزهار التي لم تنبت وتتفتح كاستجابة أو ردة فعل للعصر الحديث، المبتلى بالتوتر والتطاحن، وغلبة التقنية والآلة والإنتاج الضخم والموضات العابرة. موسيقيون يملكون في...
مناخ مدينة «بَزارو» Pesaro الصيفي معتدل، بالرغم من الشمس التي تطلع على الناس في ساعة مبكرة. شمسٌ تسمح للناس أن ينعموا بماء بحر هادئ، وآيس كريم إيطالي لا يُستغنى عنه. مناخ يُطمّع الناس بنعيم الدنيا ومسراتها، ولا يُزهّد فيها....
آب شهر غريب في إيطاليا، تُهجر فيه المدن من أهلها إلى مدن الجبال والسواحل. شهر بطالة واستراحة. حين جئت مدينة بولونيا وجدتها مدينة أشباح. كان عزائي أني سأغادرها سريعاً إلى «بَزارو» Pesaro الساحلية على البحر الأدرياتيكي. هناك...
فنانان عربيان على اتساع خبرتهما الآن في متحف «التيْت»، في لندن. وهذه التجربة، على ما أذكر، هي الأولى مع المتاحف الفنية الكبرى في المملكة المتحدة. المعرضان استعاديان، يشملان تجربة كل من الفنانيْن كاملة. زرت معرض...
* إلى عبدالستار ناصردخل علي خبر رحيلك بهيئة صرير باب يُفتح. أربك الصمتَ داخل البيت، وجعلني أفقد القدرة على الاستجابة. وقفتُ أمام شبح الماضي فبدا لي غائمَ الملامح. كيف أتبين ملامح ماضٍ مقطوعِ الجذرِ عن حاضري؟ وكيف أوصل...
عدد القتلى والجرحى في العراق منذ مطلع رمضان المبارك بلغ أكثر من 1800، بفعل هجمات انتحارية وتفجيرات اقتصرت معظمها على المساجد والحسينيات، إلى جانب حملة اغتيالات في سورية، مصر، ليبيا، تونس... اليد التي اقترفت هذه المذابح...
حين وقعت عيني على مدينة لندن لأول مرة (الأيام الأولى من عام 1979) رأيت أول ما رأيت الباص الأحمر ذا الطابقين. الباص ذاته الذي ألفته في بغداد منذ الطفولة. مدينة الإضاءة الداخلية، حيث لا شيء مغر في الخارج. مدينة الأناة والثقافة...
حين قررتُ قبل أكثر من شهر زيارةَ بودابَست، لأول مرة، حجزتُ في فندق عائم، متواضع التكلفة، على ضفة الدانوب. إغواء مجاورة الماء، والطفو عليه لا يُقاوم. ولكن نذير طوفان الدانوب، الذي تابعتُ أخباره، أربك مسعاي فأبطلتُ الحجز....
مجرد وجود اسم الرسام الهولندي يوهانيس فيرمير (1632 – 1675) في عنوان معرض حتى يخف إليه محبو الفن، وأنا منهم بالتأكيد. فكيف إذا كان المعرض بعنوان «فيرمير والموسيقى»، وفي متحف «الغاليري الوطني»؟كنت أنتظر افتتاح المعرض منذ أكثر...