جئت مدينة النجف لملتقى الشعر الثاني. المدينة التي أخرجنا في مطابعها، نحن الجيل الستيني، كل كتبنا الأولى، وكل أعداد مجلة «الكلمة». من الجو رأيت الرمل ولون الطين الجاف يلتصق بجناحي الطائرة. كل حبة رمل تتضح، حين تتسع، على...
سألني صديق: «هل أفهم من كلامك أنه ليس من حق المثقف البحريني، مثلاً، أن يبدي أي شكل من أشكال الفضول المعرفي إزاء دريدا؟ وبالتالي سيكون من العبث أن ينصرف المغاربة أيضا إلى قراءة سوزان برنار ومحاولة الاطلاع على مجهودها...
الكثير من قراء الشعر، في الوسط الثقافي هذه الأيام، يفتقد لحاسة الطرب، التي يثيرها النص الشعري كما يفتقد المستمع إليها حين يصغي إلى الأغنية. وكما يفتقد مشاهد اللوحة إلى الإحساس بمتعة الجميل والجمال. قد نرى هذه الحاسة...
منذ أكثر من خمسة أشهر ومتحف «الغاليري الوطني» للفن التشكيلي يُعلن عن معرض شامل قادم للفنان الاستثنائي ليوناردو دافنشي (1452-1519). شخصياً سبق أن رأيت «الموناليزا»، التي تعرضت للسرقة ولحكايات غرائبية، في لوفر باريس، واللوحة...
لكتابٍ كتبته عن الموسيقى والشعر، أعددتُ في ملحق فيه مختاراتٍ مُنتخبة من كتاب «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني، تلاحق «الموقف النقدي» العربي من علاقة الموسيقيّ العربي بالشعر والشاعر. مادة خام تمنح المخيلة سبيلاً لتصور...
بوادر أول الشتاء. ومعها ستخف حركتي المعتادة باتجاه أنشطة لندن الثقافية: معارض، موسيقى، مكتبات، وأنشطة أخرى. سأتحين الفرص بالتأكيد. فلندن ليست ثلجية الشتاء. تيارات المحيط الدافئة تجعلها أرحم البلدان الشمالية. أتحين فرص...
ما الذي يجعل الفنان الاسباني فرانسيسكو ديغويا (1756-1828) أكثر إغواء لمخرجي السينما، ولمؤلفي الأوبرا، من بقية الرسامين؟ عوامل عدة، الفني منها أن غويا يُعتبر آخر نجم كلاسيكي، وأول نجم حداثي في حركة الرسم. والانساني الذي...
لم يكن الشاعر إزرا باوند عرّاب حداثة في النصف الأول من القرن العشرين فقط، بل كان رجل فاعليات عدة. كان شاعراً، ناقداً، مترجماً، معنياً بالموسيقى، والفن التشكيلي، سياسياً بفاعلية خطرة. وكان إلى جانب هذا كاتب رسائل من...
الوقوف على مشارف النهاية ليس مثيراً للذعر، إذا ما كانت الإطلالة من نافذة فنية: لوحة، شاشة سينما، كتاب. الأمرُ خلاف ذلك سيكون خارج التصور، حتى داخل مخيلة جهنمية. قبل أسبوعين زرت معرض الفنان الانكليزي جون مارتن (1789-1854)،...
لا أنكر أن موجة «مابعد الحداثة» الغربية ظلت مشوشة في مداركي، بفعل «مابعد الحداثة» العربية التي شاعت لدينا في الفن والأدب. وبالرغم من سنوات المنفى الثلاثين في لندن، إلا أن «ما بعد الحداثة» الغربية هذه لم تقتحم علي سكينتي...