قبل أيام قرأتُ تقريراً محزناً كتبه الشاعر العراقي طالب عبدالعزيز في جريدة القبس عن البقايا الناطقة من «دار جدي»، و»منزل الأقنان» في قرية «جيكور»، وهي تتمتم بلسانها الأصفر الذي يوشك أن يزول، آخر ما نبت فيها من كلام شكوى،...
هذه الأيام تمر الذكرى المئوية لرحيل الموسيقي النمساوي غوستاف مالر (1860-1911). وشئت أن أحتفي مع احتفاء أوركسترا فيلهارمونيا، وقيادتها في شخص الأميركي لورِن مازل، و»قاعة المهرجان الملكية» في مركز «ساوث بانك» الثقافي، المطل...
معرضٌ موسع للفنان الكتلاني جوان ميرو (1893-1983) في «التيْت مودرن»، تحت عنوان «سُلّمُ الهرب». أيُّ شرَكين مُغرييْن؟ في كتابي «العودة لغاردينيا»، الذي صدر عام 2004 فصلٌ يبدأ بالمفتتح التالي: «من الذي يرتقي معي هذا السلّمَ...
الصيف بدأ، وقد عدتُ من براغ قبل ثلاثة أيام. براغ تحفة معمارية في عينيك، حيث تسير على جانبي نهرها «فيتافا»، وحيث تلتفت في الساحات وداخل الأزقة، هذا إذا ما غيّبتَ وعيك عن الحضور الكاسر للحيوان السياحي المبتذل. العاملون في...
في التنقيب عن الكتب عادة ما يستهدف المرء عنواناً في حقل بعينه. في الموسيقى ما من حقل. التنقيب يتم في بستان المفاجآت. كالوميريس Kalomiris( 1883 -1962) يوناني وقعت عليه بين إصدارات Naxos الجديدة. بدأت مع Crete في ثلاث حركات. العمل رثائي...
في العدد الأخير من مجلة «NY Review of Books» الأميركية قصيدة صغيرة للشاعر الهندي «كبير»، مترجمة عن اللغة الهندية. وقبل أن أعرّف بهذا الشاعر رغبت أن أقدم للقارئ ترجمةً أولية لهذا لنص الشعري: ما الذي تستطيعه من كلامٍ عن الكلام ...
الأفكار السياسية والأفكار الأدبية والفنية من عائلة واحدة، تخضع لحركة الزمان وتتغير، وإذا كانت جملة أفكار السياسة وأفكار الأدب والفن تتقلب في أهوائها عبر السنوات والعقود، فإنها عبر القرون تتغير من الجذور. وإذا كنت أرى...
كتبتُ في هذا العمود، قبل أن تشرعَ الانتفاضةُ الليبية الفتية كلاماً مفاده أن ثورة التغيير في تونس ومصر جاءت من رئةٍ متعافية لشعب أُتيح له أن يتنفس، ولو بمقدار، هواءَ الحرية في عهود الاستبداد التي عاناها طوال عقود، مقارنة...
في مدينة نيس الفرنسية، وداخل غرفة مُشرَعة على المتوسط، وتحت شمس حائرة بين آخر الشتاء وأول الربيع، ووسط كتب عديدة، كنتُ في صحبة «كلكامش» من جديد في كتابين: رواية مترجمة («كلكامش: ملك أوروك» للألماني توماس ميلكه وترجمة...
كل الرؤساء العرب لا يحبون الموسيقى الجدية، باستثناء السلطان قابوس على حد معرفتي. وهو أمر لا عيب فيه، ولا يتطلب الأمر من زعيم سياسي أن يشغل قلبه وعقله بالموسيقى. فله قدوة بأكثرية المثقفين العرب الذين لا يرون جدوى من هذا...