كان مهرجان المتنبي الذي شاركتُ فيه في زيوريخ محدوداً، الأمر الذي أضفى عليه سمة الهدوء وحسن التدبير، والاقتصاد في المكان، والحركة، والفاعلية. مناخ زيوريخ الثلجي عزز من ذلك. فحركتنا لم تتجاوز الفندق المتواضع، وقاعة...
ما وراء الظاهر، الذي تطمع البصيرة في بضع ومضات منه، يطمع فيه المتصوفة. «قلب الأشياء» هذا، كما يسميه شوبنهاور، هو الذي تقدر عليه الموسيقى وحدها، من دون الفنون جميعاً. شوبنهاور يضيف إليه الفعل الجنسي، بعد أن اكتشف في هذا...
قبل أكثر من سنوات عشر تقريباً، شاهدتُ عرضاً فنياً في «الغاليري الوطني» لفنانة من البرازيل تُدعى Ana Maria Pacheco (في الإمكان الاطلاع على أعمالها في موقعها على الإنترنت). العرض نحتي، في مشهد شبه مسرحي لشخوص عدة. الشخصيةُ...
«الأدبُ الرسمي» مُصطلحٌ عادة ما كنا نُطلقه على النشاط الأدبي الذي يخرج إلى الناس تحت إشراف الدولة. الدولة ذات التوجه العقائدي بشكل خاص. كان هناك أدبٌ رسمي في الدولة الشيوعية، والدولة النازية، والدولة الدينية، والدولة...
لم يكُن البطلُ السومري جلجامش يحسبُ للموت، وللخلود، وللعالم الآخر برمته أي حساب. كان كيانُه الإنساني منصرفاً إلى الدنيا. وبفعل هذا الانصراف الخالص من الشوائب، كما يعتقد، تعلّق بصديقه أنكيدو التعلّق القلبي المعروف في...
بالرغم من مرور قرابةِ شهرين على افتتاح المعرض الاستعادي الموسع للفنان الفرنسي بول غوغان (1848-1903)، فإن تَيْت غاليري المطل على نهر التَيْمز، مازال يضجُّ بالزائرين في طابور التذاكر، وقاعات العرض الإحدى عشرة. وحماسي لا يقلُّ...
كاتبةٌ ممن أعرفُ تحدثتْ معي بسريةٍ عن مشاعرها المحبطة، بعد أنْ دخلتْ مرحلةَ الكهولة مباشرة، بعد الخمسين من العمر تبدو نُذر الإحباط رمادية، وبعد الستين تغدو سوداءَ، معتمة، القلبُ يفقد الطريقَ إلى الحب تماماً. ويتبلّدُ...
عرضان واسعان للفن التشكيلي في لندن سعيت إليهما، وثالث أكثر دسامة تركته لوليمة الأسبوع القادم. الوليمة الدسمة هي معرض استعادي للفرنسي غوغان (ما أثقل ترجمة الاسم دون استعمال الكاف الفارسية!)، والمعرضان الآخران موسوعتان...
الموجة الإيهامية التي صاحبت نشاط مثقفي الأدب الإبداعي، منذ عقود طويلة، والتي وضعت كاتبها في الصدارة بفعل قدرته على خلق المدينة الفاضلة، لم تخمد حتى اليوم. ولا أعتقد أنها ستخمد في يوم قريب. وفي القرن العشرين كان اليسار...
كريستوفر كولومبس (1451-1506)، الإيطالي الذي اكتشف أميركا، ظناً منه أنه بلغ الشرق، تحت العلم الإسباني، نموذجٌ ممتازٌ لبطل الأوبرا، فهذا بطل بعاطفة طموحة للمغامرة، تحت وطأة ضغينةٍ من حاسدين، وفي غمرة حب، ونهاية تراجيدية...