في الستينيات والسبعينيات كنا لا نعرف من الشعر الروسي إلا باسترناك، يأتينا مصحوباً بتهمة «الفكر الرجعي»، حتى ان روايته (دكتور تشيفاغو) تُرجمت إلى العربية دون ذكر للمترجم ولا للناشر. ولم يكن مندلشتام، وأخماتوفا،...
في أواخر الستينيات شاهدت في بغداد فيلم «بيكيت» للمخرج البريطاني بيتر غلينفيل، عن مسرحية شهيرة للفرنسي جان آنوي، كان الممثلان بيتر أوتول وريتشارد بيرتِن مذهلين في أداء دور البطلين التراجيديين: الملك هنري الثاني ورئيس...
في استعادة صحافية لرأي نزار قباني النقدي بشأن الشاعر صلاح عبدالصبور، كتب جهاد فاضل (جريدة القبس) بأن نزار وصف عبدالصبور، حين سأله عن رأيه فيه، بأنه «قباقيبي شعر»، فغرق السائل في الضحك قبل أن يغرق في التفكير والتخيّل! ...
نحن في أمر الشعر لا نشبه الغربيين كثيراً بالتأكيد، لكن هناك أكثر من نقطة لقاء، تتضح في مراحل بعينها. لعلّ التناقض في ظاهرة العلاقة بين الشاعر، الناقد، الجمهور المثير للدهشة، واحدة من نقاط الشبه هذه الأيام. في الحال...
في مرحلة صبا القراءة، وعلى غير عادة أبناء هذه المرحلة، كنت لا أقرب كتابات جبران خليل جبران. أو كنت أقربها بمشاعر من يقرب نصوصاً غير جدية. لم أكن أحسن معرفة صفة النص الجدي، والآخر الذي لا يتمتع بهذه الصفة، على أني كنت...
قبل أكثر من أسبوعين مررتُ بصورة عابرة على مزاد اللوحات الشهير (سوثبي)، لفت انتباهي على الواجهة الخارجية بوسترات إعلانية للوحات مألوفة لكل من براك، بيكاسو، رينوار، وآخرين، انتهى المزاد بأسعار خيالية كالعادة: خيول براك...
حين أصدر الناقد الانكليزي جوليان سبالنغ كتابه «خسوف الفن» عام 2003، متعرضاً بلغة صريحة للقطيعة، التي تكاد تكون تامة، بين النتاج الفني المعاصر وبين جمهور الفن، كانت المعارض لا تنقطع من جهة أخرى عن تقديم مواساة، بين حين...
حين هجر كاندنسكي (1866-1944) روسيا عام 1896 إلى أوروبا، أخذ معه بذور التجريدية، التي تملك حصة الأسد من فن الرسم هذه الأيام، لكن الذي غيّر توجهه في الدراسة من القانون إلى الفن، هو معرض الانطباعيين الذي أقيم في موسكو، فمنذ تلك...
الموسيقى عادة ما تبدو فنا مجردا، خالصا لذاته، إنها لا تتحول إلى مجرد وسيلة للمعاني أو للحكاية وللعواطف خارجها، كما نرى الأمر يحدث مع الكلمات، وبصورة واضحة، فالكلمات إذ تتدفق لا تكاد تُلفت نظر قارئها إليها، بفعل متابعته...
شرعتُ في قراءة رواية «لاعبو الطائرات الورقية» للأفغاني-الأميركي خالد حسيني، بعد أن عرفتُ أن الفيلم الذي أعِـدَّ عن الرواية على وشك أن يُعرض في لندن. متعة أن تقرأ رواية، لتراها وهي تتحول إلى مشاهد بصرية في فن بعيد عن فن...