واجترح اللبنانيون «المعجزة»، مفضلين خيار الوفاق على كل الخيارات الأخرى رغم الجراح المثخنة على جانبي الموالاة والمعارضة! وإذا كان لنا أن نهنئ العرب والقطريين خصوصا على الجهد الاستثنائي الذي بذلوه من أجل إنجاز الاتفاق...
منذ ثلاث سنوات والعالم كله يحاول إحراج المقاومة اللبنانية المسلحة بمفهومها العريض بكل أنواع الحيل والخداع والزيف و«قواعد البروتوكول» الدولي والإقليمي والمحلي، ليخرجها عن طورها بالحرب مرة وبالسلم مرة، ليفصل بينها...
إن الذنب الأساسي الذي لا يغتفر للسيد حسن نصر الله ومن معه من المجاهدين أنهم ليس فقط «تجرؤوا» على محاربة إسرائيل في زمن «التسليم» بوجودها كضرورة لابد منها من قبل تلك الطبقة، بل الانتصار عليها وأي انتصار؟! نعم الانتصار...
أفهم أن عدداً من الليبراليين العرب الجدد الذين انبهروا بصعود ما سمي يومها بـ«النظام العالمي الجديد» في تسعينيات القرن الماضي كانوا يستنكرون على الإسلاميين استمرارهم في رفع راية الكفاح المسلح ضد الصهيونية ومطالبة...
إن أطرف ما سمعته من تعليقات حول الأحداث الأخيرة المتسارعة في لبنان كان كلام كل من النائب مصطفى علوش من طرابلس، والذي قال فيه: «إن ما جرى في بيروت ما هو إلا اجتياح نفذته فرقة من الحرس الثوري الإيراني لمصلحة حكومة ولاية...
ولساها بتستنى… كلام الحب فـ اشْعاره وبتصدق… بانه كان بيقصدها ويغزل كلمته توبها وانه فارس الاحلام وبكرة اكيد هيخطفها وهيجيلها… شايل بكرة على كفه فتجري وتمسك الاحلام وتسند خوفها على كتفه وترمي...
ما معنى أن يصطف «ثوار» الأمس من شيوعيين ويساريين وقوميين بل حتى إسلاميين أحيانا إلى جانب «لصوص الهيكل» في إعلان الحرب المفتوحة والشعواء ليس فقط على رجال المقاومة من جنوب لبنان إلى جنوب العراق وأحياء مدينة الثورة قديما...
نتمنى أكثر بكثير من دعاة السلام المخادع والمزيف والمبطن بريع تجار الحروب وناهبي ثروات بلادنا من نوعهم الإسرائيلي والأميركي، أن نعيش حُلة السلام الوادع والسعيد، ولكن بالتأكيد من نوعه الكريم والعزيز والمشرف والمترافق...
إن «سكوت» رفسنجاني اليوم وإن يكن مؤقتا، و«اعتزال» خاتمي اليوم، وإن يبدو ليس «جوابا نهائيا»، واعتذار كروبي وإن يكن من باب الاتخاذ بموجة الصعود «الأصولية»! إلا أن ما تكشفه هذه المواقف هو ذلك الشعور المتنامي لدى الجمهور...
«خديعة أولمرت» إذن تقضي بعزل سورية عن إيران و«حزب الله» بالدرجة الأولى، وبعد ذلك عزلها عن عمقها الاستراتيجي العراقي، ومن ثم فصل مسارها عن مسار قلب الصراع ولبه، أي القضية الفلسطينية، فماذا يبقى لسورية من أوراق في...