هل من الخير لنا أن تكون معرفتنا بحبيب القلب تراكمية تكبر وتنمو مع الوقت؟! أم أن الأفضل أن تتجدد معرفتنا به مع كل يوم جديد؟! إن معرفتنا التراكمية للطرف الآخر تمنح قلوبنا مزيداً من الثقة، وكثيراً من الطمأنينة، وأعصاباً أقل...
أبونا آدم وأمنا حواء لم يجدا حيلة سوى أوراق من شجرة توت ليسترا بها عورتيهما، فلماذا خجل كل منهما من انكشاف عورته للآخر، بالرغم من أنه لم يكن حينها من البشر سواهما في المكان الذي كانا يقيمان فيه، سواء كان جنة الخلد أو جنة...
أتساءل كثيرا عمَّا يشطرنا نصفين أكثر، ويجعل قلوبنا كالهباء المنثور في العتمة؛ أهي الحقيقة المُرَّة، أم الحقيقة التي نرفض تصديقها؟! الحقيقتان موجعتان، وتجعلان المرء في لحظة صِدام قاسية مع ذاته، لكن أيهما أكثر إيلاما،...
يوم يشبه بقية أيامي في حبك، ولا جديد فيه، ولا أفعل شيئا... غيرك! أفتح جفنيّ صباحا، وبينما أنا في سريري مشدود بين خدَر النعاس، ونداء الصحو، أتنفس عبير حلمي البارحة بك. تتفتّحُ رئتاي، ويملأهما الشذى، أشعر بسريان ماء الحياة...
غاياتنا ليست هي في الغالب ما يصيبنا في مقتل، بل وسائلنا في الوصول إليها، فنوايانا الطيبة لا تمنح سوء أعمالنا صك براءة، إذ إن الاطلاع عليها من شأن الله وحده، فهو العليم بها، ولا يوفر لنا الحديث الشريف "إنما الأعمال...
أظن أن تاريخ معرفتنا وخبراتنا في فهم الحب أوقعتنا في فخ لم نستطع الفكاك منه منذ قديم الزمان، وكثيرا ما أودى هذا الفهم الملتبس بحياة كثير من قصصه، وتحديدا فهمنا للعلاقة بين الحب والاعجاب. ظللنا نؤمن حتى يومنا هذا بأن...
إن ما ينقصنا في قصص الحب فعلاً ثقافة النهايات، وإن القول المأثور "عاشر مَن تعاشر، فلابد من الفراق" قرأناه مذ وعينا الدنيا في الكتب القديمة وعلى الجدران، والتقطناه من أفواه الطاعنين في تجارب الحياة، ولكننا نبدو أبداً كمن...
عندما تخلع الأيام ثيابها الصيفية، لترتدي ثيابها الشتوية، هناك لحظة عُري فاصلة بين اللحظتين، في لحظة العري هذه شيء ما ينتابني دائما، أشعر بتوتر غامض، تصبح أعصابي مشدودة، كأوتار كمنجة، تختلط مشاعري فجأة بشكل معقد، أنصت...
اليوم الوطني السعودي الثامن والثمانون ليس كما عهدته في السنوات السابقة، أحسست وربما كثيرون غيري أنه لم يكن يوماً وطنياً عادياً، بل كان عيد ميلاد لوطن يعيد تشكيل ذاته من جديد ويعيد رسم ملامحه، ولست هنا بصدد الحديث عما...
"أنت عمري"... عبارة دأبنا على ترديدها تعبيراً عن حبنا الكبير والعميق لآخر ما، لكن هذه العبارة مريبة وتفتح باباً من أبواب الشيطان، تمنح قائلها الإذن بسرقة عمرنا تحت وطأة مشاعره الجياشة تجاهنا، وتسلبنا حقنا في أن نكون...