تمطر السماء ماء مع تغير الفصول، أو هذا ما اعتدناه منذ صغرنا رغم أن طقس الخليج لم يعد يسمح حتى بالمطر إلا بضع سويعات أو في المقابل تأتي السيول لتجرف الأرض وما عليها، لا حل وسطا ولا مطر بذرات خفيفة ما يلبث أن يغسل الشجر...
كيف حالكم؟ تسأل بخجل في رسالة مكررة كل يوم ولأكثر من عام وأنت تكتب للأصدقاء في غزة وفلسطين وجنوب لبنان وكل لبنان، عندما راحت تحولت كلها الى أهداف مبررة للصهاينة كل الصهاينة، أولئك الذين أقاموا مدنهم فوق القرى والمدن...
كل شخص تلتقي يطمرك بالأسئلة أو الاستفسارات أو حتى التلميحات، وبعضهم يهوى أن يتحول إلى محلل للأحداث عارف ببواطن الأمور وتوجهات السياسات العامة في الدول القريبة والبعيدة ولمَ لا وهناك كل هذه الأعداد من المحللين والخبراء...
كيف لك أن تعرف أن تنتشي والحزن لا يقطع قلبك فقط، بل كل شرايينك وتفاصيل جسدك وأحاسيسك حتى تصورت للحظة أن الحزن قد انتصر عليك أو أنك أصبت بلوثة من الجنون، عام وقلبك ينعصر وعقلك تشتت من كثرة التفكير والبحث والاستقصاء...
كلما تجولت الطائرات الحربية الإسرائيلية أو تلك التي يعرفها اللبنانيون بـ«أم كا» أي طائرة دون طيار، في سماء لبنان من جنوبه الى شماله ومن شرقه الى غربه، يقوم أحدهم أو كثيرون منهم بتكرار الخطاب المكرر نفسه، بل الذي أصبح...
بعضنا يخاف السؤال فلا يطرح الأسئلة ولا يجيب عنها أيضا إذا ما سئل، وبعضنا تعلم في المدارس حتى الخاصة منها أن كثرة الأسئلة قد تضعه أو تضعها في خانة «المشاغبين» أو المتمردين أو في أكثر الأوصاف خفة، يقال إنه أو إنها تحمل الشك...
كان يحب أن يجمع الأصدقاء والصديقات والمعارف، بل يعشق الجمع على موائد عامرة في مساءات بيروت الصاخبة، وتبدو شقته على ذاك الشارع المتفرع من الحمرا أكثر حيوية وضجة من كل مقاهي مار مخايل والجميزة وبدارو مجتمعة. في تلك الليلة...
بعض ما يجري على هامش الإبادة هو أكثر إثارة ربما للنفور أو التقزز أو حتى للغضب. من يريد أن يستمر في الحياة كما كانت بروتينها، بل ببلاهتها، فهو حُر طبعا، بل يملك كامل الحرية في أن يغلق ما يستطيع من النوافذ المُشرعة عبر شاشات...
لا شيء يعادل مشهد الموت في الذاكرة... لا شيء. خصوصاً إذا كان الموت دون نهايات، بمعنى ألا يستطيع الفرد منا أن يدفن موتاه ويذرف دمعاً غزيراً، ثم يلملم الصور والذكريات ليخزنها، ربما ليستطيع لاحقاً، إذا ما سمحت له آلة القتل أن...
هناك كثير من «الفلاتر» للكلمات أو الأفكار، حيث يستخدمها بعضهم أما الآخرون فيقومون بتكديس التعابير التي يجرون نحوها لتنقذهم وقت تضيق الكلمات وتتبعثر الأحرف ويتلعثم اللسان، كلما سخن الحوار أو تحول إلى مجرد أفكار تتصارع...