بدأت الحكاية وكأنها مزحة وما لبثت أن تحولت إلى حوار في تفاصيل الرحيل وكيفية الدخول والوصول وتدحرجت اللحظة والكلام فكان أن قال لها «قرري الآن وإذا أردتِ الانضمام لهذه الرحلة مع جمعية السلام فعليك إرسال بياناتك سريعاً...
نتفهم أن هناك جيوشاً إلكترونية تملأ فضاءات كل وسائل التواصل، وتنشر كثيراً من سمومها، فهي كالجيوش المؤججة بالأسلحة «الذكية» وغيرها من أسلحة الإبادة، كلها جيوش للهدف نفسه، كثير من الموت على تنوعات الموت، فهو ليس بمذاق...
يسقط المساء كما كل نهايات الأيام أحياناً بتعب وأحياناً أخرى بالرحيل إلى مكان آخر لا يشبه النهار أو يخفف من حمله، وكثيراً ما تنتهي الأيام مؤخراً كما بدأت بمشاهدات أكثر عن مزيد من الإبادة والعالم أو بعضه يكتفي بالفرجة،...
عندما كتب أحد «الإنفلونسرز» في أميركا وآخرون في أوروبا من الفنانين والمشاهير والمهتمين بالشأن الإنساني ما معناه «كنا نتصور أننا نحرر غزة وجدنا أن غزة تحررنا»، لم يستوعب الكثيرون منا المعنى رغم أن الأحداث المتسارعة...
قال لي وهو الناصح والأكثر نضجاً ومعرفة ودراية بالحياة «يا عزيزتي الحياة لا تتوقف رغم الموت المجاور لها»، وصمت وهو يطيل النظر في الأفق البعيد رغم أننا جالسان في مقهى صغير وبعيد عن الأنظار حتى نستطيع أن نتحدث ببعض الحرية!!!...
يخوض الفلسطيني حربه وحربنا ضد الإبادة والتطهير العرقي الصهيوني وحده لا شريك له فيها سوى المقاومات العربية في لبنان والعراق واليمن، يموت الفلسطيني وحده ويضمد جراحه ويجوع وحده ويلملم أشلاء أهله ويكفنهم ويدفنهم وحده أيضا...
تجمعوا عند النقطة المحددة والوقت لا يزال أواخر الظهيرة، أتوا من مختلف البلدات والمدن في هذه الجزيرة الصغيرة التي توسعت وغيرت معالمها مع استمرار قضم البحر، كانوا نساء بأطيافهم كلها وأطفالا ورجالا وكبار سن وحتى مقعدين،...
ونحن طلبة صغار جداً، أي في المراحل التعليمية الابتدائية وفي المدارس الحكومية لا الخاصة الاستثمارية!! رددت معلماتنا علينا الكثير من العبارات والحكم بل القصص، وهي في مجملها تتلخص في أن «في الاتحاد قوة وفي التفرقة ضعف»، لا...
يصعب أن تكون هناك إجابة صحيحة أو حقيقية في كل الأوقات، كما يصعب أن يكون المرء على يقين بأنه هو «الصح» والآخرون جميعا إما أغبياء وإما مضللون من قبل آخرين يعرفونهم على أنهم شياطين الأرض والسماء والبحر، بل هم ملوك الشياطين...
هم يقاومون، نعم يقاومون والإبادة مستمرة، يقاومون والتطهير العرقي مستمر أيضا، يبقون هم يقاومون بمختلف ما تيسر من قوة، يقاومون والموت يصطادهم فرداً فرداً حتى آخر طفل، حينها يبقى طفل آخر قريب أو جار يقاوم، يهدمون بيوتهم...