في محاولة لإخفاء غضبه أو ربما خوفه أو بعض خنوعه سألها: «ألم تتعبي؟»، وعندما ردت بسؤال كان تصادم الأسئلة، ردت بالقول «أتتعب من ماذا؟ أو ممن؟»، فكان عليه أن يجيب محافظا على الدرجة نفسها من اللباقة ورباطة الجأش أو ربما...
تسمع الطفل أو الطفلة والألم يعصر قلوبهم على فقدان الأقرب والأعز والأحب ويبقى قلبك يرجف وجعاً، ثم تأتيك امرأة غزاوية لتردد «ما راح نترك أرضنا»، وهي التي هجرت مرة ومرتين وثلاث والقادم لا يوحي بأي عودة إلى ذاك البيت الذي...
صواريخ الصهاينة الوحشية وطائراتهم السفاحة تعود إلى ممارسة هوايتها في مطاردة الأطفال في غزة والضفة وكل فلسطين، وصوت المذيع يردد: «لقد انتهت الهدنة»، في حين ذاك الصحافي الميداني الغزاوي يقول «هدنة بأية حال انتهيتِ يا...
رددنا مع تلك الفلسطينية التي رسم الزمن أوجاعه على وجهها، «شدوا بعضكم»، ورحنا نتصور أنها تغني لأهلنا في فلسطين، في حين أن ما لم ندركه هو أنها كانت بعينيها الثاقبتين تقول للبشرية وأولهم جيران فلسطين في الأرض والجغرافيا...
أن تكون إنساناً الآن في هذه اللحظة التاريخية وغزة بل فلسطين تقدم دم أطفالها قرباناً للإنسانية، الحق أنه أمر صعب، بل ربما مستحيل، وأن تكون عربياً يراقب الموت الفلسطيني وهو يمارس تمارين حياته اليومية لهو أمر موجع، فماذا...
في اليوم الخامس والثلاثين من حرب الإبادة الصهيونية على غزة اجتمع العرب والمسلمون، نعم سيدوّن التاريخ بعد أكثر من 35 يوماً من الإبادة والقذائف التي طاردت الأرواح البريئة حتى في غرف العناية المركزة في المستشفيات أو في...
توصل الليل بالصباح وأنت تردد على الآخرين وهم في مجملهم أصدقاء مقربون، وعيونهم وقلوبهم على فلسطين ودمعهم وغضبهم متساو معك، إلا أنهم ونحن بشر، وما يجري منذ أكثر من شهر بعيد عن أي وصف كان، لا تفي به كلمة مجزرة ولا حتى إبادة،...
والأيام تتشابك وتتحد مع الليالي، والموت في غزة لا يتوقف، ووجوه الأطفال صبيان وبنات تذرف الدم كثيراً والوجع المتنقل بين ساق بُترت وعين خُلعت ويد قُذفت بعيداً، فراح يبحث عنها المسعفون بين الأنقاض، وصور لحياة كانت هنا...
هي الحرب، نعم كرروها وما زالوا حتى آخر مقالة لهم، وهناك سيل منها، وهي أيضاً نتيجة «للحيوانات البشرية» القاطنة غزة، كما سماها وزير الحرب الصهيوني، هي أصلا كيان لا يعرف سوى الحرب والموت والدمار وكثير من الدماء والأشلاء...
بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله، قالوا وقالوا كثيراً وكثيراً، بل لم يتوقف الكلام وأهل غزة وفلسطين يُنحرون بل يبادون أمام كاميرات محلية وعربية ودولية معظمها غير محايد بل منحاز حتى النخاع، حتى تلك التي تبدو في مظهرها...