جلسوا كلهم بعيدين عن هذا المكان، الشرفة قريبة من الوطن لكنها ليست هو، تجمعوا حول مائدة عامرة وقبلها كثير من المقبلات والحديث الحميمي والمشمس، توشك أن تعدهم وهم جالسون مستمتعون بحضورها وغيابها أيضاً. كيف تكتب اللغة...
المساء موحش بعض الشيء، ربما هي حالة هذه الفترة من اليوم في كل بقاع الأرض، لكنها هنا تبدو أكثر وحشة، فقد عدت للتو تبحث بين بقايا صور (مدركا أن الرائع حنا مينه هو أول من شدك للتعبير) وتنفض غباراً تراكم لسنين فوق طبقات...
لم يستطع الانتهازيون أن يفوتوا الفرصة رغم أنها لا تحمل تعريف الكلمة في معجم المعاجم والذي ينص على «وقت توظيف مناسب للقيام بعمل ما» ويقال انتهز الفرصة أو إنها لفرصة سعيدة، أو اغتنم الفرصة أو... أو...، ولكن أي من هذه التعاريف...
اليوم الأول يمر ببطء شديد لا شيء سوى أنين من هم تحت الأنقاض وصراخ وعويل، مع آخر النهار نتحسس الأخبار عن الأصدقاء والأحبة ونتفقدهم واحداً واحداً، ومع صباح اليوم الثاني كنا قد اطمأننا أن معظمهم بخير رغم أن الكلمة لا تصف...
جلست قريبة من ماء النهر أو البحر وكان صافيا كذاك اليوم الربيعي والسماء تزينها بعض الغيوم التي تنعكس على صفحة الماء ومن بعيد تجري السفن أو تبطئ في الحركة، وأخرى تتوقف بعض الوقت ربما لسرقة لحظة خاصة جداً. تراءى لها ذاك...
حاصروها في ذاك اليوم اللامتناهي، وصاروا يرددون عليها ما الذي لا توافقين عليه؟ ولماذا هذا التعالي على الآخرين؟ وكثرت أسئلتهم حتى بدا للمستمعين من بعيد أنها بحاجة أن تراجع نفسها أو ربما تعتذر، نعم «تعتذر» تلك الكلمة...
تدخل السنة بكثير من التفاؤل غير المبرر، بل تصر على ذلك التعلق بأن القادم أجمل وأكثر إشراقا، ثم تنهار الرسائل بعد انقطاع من الصديقات، نعم تلاحظ أن معظمها من صديقات لا أصدقاء، إحداهن في العقد الثالث وأخرى في الرابع أو...
كانت تنذره بالرحيل لكنه ككثيرين قبله وغيره لم يفهم، أو هو لم يرد أن يتصور أنها قادرة على صنع قرار كهذا، فماذا عن إقراء المنصب أو اللحظة أو المرتب أو العائد المالي أو المركز في المجتمع أو... أو كثيرة هي المكاسب الصغيرة في...
لا حديث في المدن اليوم أكثر تكراراً من الحديث عن العوز والغلاء والفقر الذي أصبح أكثر انتشارا من الكوليرا وكورونا وإنفلونزا الخنازير والطيور أيضا، كل زوايا الوطن الكبير والصغير تحمل صراخ المقهورين هنا وهناك، حتى لو كان...
أن تكتب تعزية في فقدان قريب أو صديق أو حبيب فهو أمر صعب بل قاس جداً، وهو أمر قد كثر مؤخراً حتى جف الدمع في العيون والأحبة يصطفون طوابير طويلة محلقة إلى ما بعد السماء، وأن تتعود على الفقدان فهو الآخر شيء من المستحيل رغم أن...