ماذا تبقى للمختار من صلاحيات؟

الذين تناولوا دراسة المختارين أجمعوا على القول بأن هذه الوظيفة يغلب عليها طابع الوجاهة، باعتبارها ذات صبغة شرفية، لكنّ الباحث علي الخياط أعدّ جداول مفصلة تفيد بوفاة 6 مختارين لم يتم تعيين بدائل عنهم وبمناطق جديدة منذ أن أنشئت.

كان السؤال عند التطرق إلى هذا الموضوع، ما هو دور المختار، وما أهميته، وكيف يتم التعيين؟

اختصاصات 1966

في أول قانون صدر عام 1966، نصّ على تقسيم الكويت إلى أحياء سكنية، ولكلّ حي مختار، ولا يجوز له أن يجمع بين منصبه وعضوية أي هيئة نيابية أو حكومية أو وظيفة عامة.

وهناك لجنة تسمى "لجنة شؤون المختارين"، تشرف على عملهم ووضع القانون الشروط الواجب توافرها، وحدد الاختصاصات التي يمكن صياغتها بأنها أشبه بدور "الوسيط" بين الأهالي والحكومة.

وقد استقر الرأي على أن يكون المختار "رجلاً"، وإن كانت هذه القاعدة باتت مخالفة بعد منح المرأة حقوقها المدنية والسياسية كافة ومساواتها بالرجل، ووفق القانون يُفترض أن يتم الاختيار من ذوي الكفاءة والاعتبار من أهل الحي.

وفي مراجعة للاختصاصات، فقد نصّ القانون رقم 40 لسنة 1966 على 12 اختصاصا، انتقلت تلك الصلاحيات إلى هيئات جديدة، تم استحداثها في وزارات الدولة، مثل الهيئة العامة للمعلومات المدنية، وإدارة المواليد والوفيات في وزارة الصحة، وإقامة الأجانب، التي تتبع وزارة الداخلية.

وما تبقى من صلاحيات بات محصوراً في شق واحد ورئيسي، هو "التعبير لدى الوزارات عن احتياجات الأهالي ورغباتهم في شتى النواحي".. وعليه فالواجب الأكبر والمهم يكمن في هذا النشاط.

مختارا اليرموك والزهراء

ومن خلال رصد الأعمال للمختارين، يشار بالبنان إلى اسمين، كما يوضح ذلك الباحث علي الخياط، الأول مختار منطقة اليرموك عبدالعزيز المشاري (أبوسعود)، وهو من المختارين النشطين جداً، يذهب إلى دواوين أهل المنطقة، يجمع مقترحاتهم ويستمع إلى همومهم، وينقلها بدوره إلى مسؤولي وزارات الخدمات كالبلدية والكهرباء والأشغال، وكان له دور في فرز البيوت السكنية، واستطاع أن يوقف تلك العمليات بتواصله الدائم مع البلدية، وبالتالي حمى المنطقة وحصّنها من أن تصبح مثل منطقة سلوى، على سبيل المثال، حيث تجد هناك غرف "الكيربي" مؤجرة على أسطح المنازل.

أما مختار منطقة الزهراء، فهو يماثل في النشاط مختار منطقة اليرموك، فتراه متنقلاً في قسائم المنطقة، ومتفقداً إياها، حتى إذا رأى أيّ مخالفة أو تلفية في حديقة عامة أو شارع، يبادر بالاتصال بالجهة المعنية.

6 متوفين

مدة المختار في وظيفته 4 سنوات قابلة للتجديد، هذا في القانون وعلى الورق فقط، أما في الواقع فمعظم المختارين يستمرون في مناصبهم إلى أجل غير مسمى، والمشكلة الحاصلة اليوم أن هناك 6 مختارين توفّاهم الله، وعلى مدى 7 سنوات، وإلى الآن، لم يتم تعيين بدائل عنهم، في حين أن القانون يلزم التعيين خلال 30 يوماً من الوفاة أو الاستقالة.

نظام المختارين قائم في الكويت منذ عام 1960، وبموجب القانون رقم 9 لسنة 1960، وله نظير في عدد من البلدان العربية.

تجديد الدماء

بعد 60 سنة من تحديد وظيفة المختار، تغيّرت احتياجات المجتمع، ولم تتغير مهام المختار أو تتبدل، فما زال المنصب على سبيل المثال يتم بالترشيح والتعيين لا بالانتخاب، ولم نسمع عن خطوة جريئة تجاه المرأة.. ولم يتم ضخّ دماء جديدة في هذا المنصب من قبل فئة الشباب، بل إن غالبيتهم من كبار السن، ومجموعة منهم "طريحة الفراش"، متعهم الله بالصحة والعافية، وصار العُرف أن من يحمل هذه الصفة، تبقى معه طوال العمر، لكن البعض يدعو إلى تجديد الدماء في "المختارية"، حتى لا تبقى كما يقال واجهة اجتماعية في المنطقة.

يتقاضى المختار «مكافأة شهرية» تبلغ 1000 دينار حاليا، وهو آخر تعديل بالنسبة للراتب، بعدما بدأ بـ 500 دينار عام 1982، ثم 600 دينار عام 1983، إلى أن وصل إلى 1000.

هناك مختارون يتولون مختارية أكثر من منطقة، وعددهم وفق الجدول 5 مختارين، وهي: مختار سعدالعبدالله وتيماء بالوكالة، مختار المنصورية وفيلكا بالوكالة، مختار النقرة وحولّي بالوكالة، مختار الخيران والوفرة بالوكالة، مختار الظهر وجابر العلي بالوكالة.

حمزة عليان